السعودية/ نبأ- قالت محطة " فوكس بزنس" الإخبارية الأمريكية إن المملكة العربية السعودية قد أطلقت موجة ثالثة من الهجمات هذا الأسبوع في حرب الأسعار النفطية التي تخوضها مع الولايات المتحدة الأمريكية منتج النفط الصخري.
وذكرت المحطة في تقريرها الذي نشرته اليوم- الأحد- على موقعها الإلكتروني أن السعوديين قاموا أولا بخفض الأسعار ثم رفضوا خفض مستويات الإنتاج وذلك قبل أن يقدموا مرة أخرى على خفض أسعار النفط.
وأضاف التقرير أن أسعار النفط سجلت انخفاضًا يوم الخميس الماضي عندما لم تُبْد " أرامكو السعودية"، شركة النفط المملوكة للدولة، أية إشارات على العدول عن قرارها ومضت في خفض أسعارها الخاصة بخام "العربي الخفيف" بمعدل قياسي وصل إلى 2.00 دولار بالنسبة للخام المحلي الذي تبيعه إلى العملاء الآسيويين، فضلاً عن خفض أسعار كل درجات الخام إلى كل شركات التكرير الأمريكية.
وأوضح التقرير أن ردود فعل السوق التي كانت عديمة الجدوى بعد تعليقات رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، لم تكن كافية لدعم النفط في أعقاب خطوة خفض الأسعار الأخيرة التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية.
وأشار التقرير إلى أنه يبدو جليًا أن السعوديين سوف يدافعون باستماتة عن حصتهم السوقية، مهما كلفهم الأمر، مردفًا أنهم سيقومون بخفض الأسعار في آسيا وسيقومون بخفض الأسعار في أوروبا وسيقومون بخفض الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم لن يستسلموا مطلقا.
وفسر تقرير" فوكس بزنس" ذلك بأن السعوديين يدركون تماما الحقيقة القائلة بأن وجودهم الاقتصادي مرهون بالفوز في هذه الحرب النفطية المستعرة، قائلا إنه إذا ما أردت أن تعرف السبب، سيعطيك السعوديون 36.5 مليار سبب، وهو عدد البراميل التي تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنها موجودة في الاحتياطي النفطي للولايات المتحدة، بزيادة نسبتها 9.4% والأعلى منذ العام 1975.
واستطرد التقرير بأن الرياض تدرك أيضا أنه طالما أن التقنيات المتقدمة التي نمتلكها في الولايات المتحدة سوف تواصل مساعدتنا على توسيع حجم النفط الذي نريد استخراجه من باطن الأرض، وأنها إذا لم تحاول أن تجعل هذا صعبا من الناحية الاقتصادية، فإنها سوف تخسر هيمنتها على الغرب جنبا إلى جنب مع موقعها في سوق النفط العالمي.
وازدادت المخاوف لدى السعوديين في الوقت الذي أشعل فيه تصدير النفط الأمريكي الجدل، بالإضافة إلى دخول الأمور السياسية إلى ساحة النفط. وربما يُرفع الحظر المفروض على صادرات النفط الأمريكية قبل سنوات في الوقت الذي تبحث فيه واشنطن عن وسيلة للرد على تصرفات المملكة العربية السعودية، وستفتح عملية رفع الحظر الطريق أمام منتجي النفط في الولايات المتحدة لبيع النفط في الأسواق العالمية حيث يمكنهم الدفع نحو الوصول لسعر أعلى.
ليس ذلك فحسب؛ حيث إن وزارة الخارجية الأمريكية تقوم في الوقت الراهن بتعيين ”دبلوماسي كبير لشئون الطاقة“ في محاولة للاستفادة مما لدينا من إنتاج الطاقة الجديدة ووضع آليات لتعزيزه للدخول في المنافسة مع البلدان الأخرى المنتجة للنفط، وسمّت إدارة أوباما بالفعل «عاموس هوشستاين» للمنصب الجديد.
وفي غضون ذلك؛ فإن المستفيد الآخر من حرب الأسعار قد تكون هي "شركات النفط الكبرى"، ولن تجد شركات الصخر الزيتي الصغيرة أو الناشئة مكانًا بين هؤلاء العمالقة الكبار. وقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة «إكسون موبيل» بأن شركته قد تتحمل انخفاض الأسعار إلى 40 دولار للبرميل. لذا؛ فإنه وبعبارة أخرى ستكون تلك النسور الجارحة قادرة على الانقضاض على منتجي الصخر الزيتي الصغار وإغراقهم.