السعودية/ رويترز- دافع وزير البترول السعودي علي النعيمي يوم الأحد عن قرار أوبك إبقاء الإنتاج مستقرا رغم أكبر تراجع للسوق في سنوات قائلا إن الأسعار الحالية ستدعم نمو الاقتصاد العالمي والطلب على النفط بينما لن تتعرض الدول العربية لأضرار كبيرة.
وعزا النعيمي تراجع السعر لنصف مستواه قبل ستة أشهر إلى المضاربين وعدم تعاون كبار منتجي النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول.
وتصريحاته التي أدلى بها خلال مؤتمر في أبوظبي هي المرة الثانية في ثلاثة أيام التي يشير فيها إلى أن أكبر بلد مصدر للخام في العالم لن يغير مستويات الإنتاج بل يطمح إلى أن تستقر السوق من تلقاء نفسها.
وقال "أنا واثق أن سوق النفط ستتحسن."
وحث سهيل بن محمد المزروعي وزير نفط الإمارات العربية المتحدة الحليف الوثيق للسعودية منتجي العالم على عدم زيادة إنتاج الخام في العام القادم قائلا إن ذلك سيؤدي إلى سرعة استقرار الأسعار. ولم يذكر تفاصيل أكثر.
ومن المتوقع تراجع الطلب العالمي على نفط أوبك في 2015 بسبب زيادة المعروض من النفط الصخري الأمريكي ومصادر منافسة أخرى وفي ظل عدم نمو الطلب العالمي بشكل كبير.
كانت أوبك قررت خلال اجتماع في نوفمبر تشرين الثاني الإبقاء على هدف الإنتاج دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا لتدع السوق تتوازن من تلقاء نفسها دون تدخل المنظمة.
وفي ذلك تحول عن السياسة التي ظلت قائمة لفترة طويلة عندما كانت السعودية أكبر منتج داخل أوبك تقوم بدور المورد القادر على زيادة المعروض أو خفضه حسب الحاجة.
وقال النعيمي إن الأفضل للجميع هو ترك المنتجين الأكثر كفاءة ينتجون وذلك ردا على سؤال بشأن إمكانية التعاون بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) – التي تضم في عضويتها المنتجين الأقل تكلفة في العالم – والدول غير الأعضاء.
وأضاف أن قرار أوبك سيدعم الاقتصاد العالمي في نهاية المطاف. وقال إن الأسعار الحالية لا تشجع على الاستثمار في أي شكل من أشكال الطاقة لكنها تحفز نمو الاقتصاد العالمي مما سيؤدي إلى زيادة الطلب ويكبح نمو الإمدادات.
نظريات المؤامرة
وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إنه لا يرى ضرورة لعقد اجتماع طارئ لأوبك لكنه دعا إلى الانتظار ومراقبة الوضع لمعرفة ما إذا كان قرار المنظمة عدم تغيير الإنتاج صائبا.
ونفى النعيمي أن يكون للدوافع السياسية دور في السياسة النفطية للمملكة وقال إن تراجع السعر لن يؤثر تأثيرا كبيرا أو ملحوظا على السعودية أو الاقتصادات العربية الأخرى.
وأثار تراجع السوق حديثا عن نظريات المؤامرة التي تقول إن السعودية تسعى لكبح طفرة النفط الأمريكية أو أن الرياض تسعى لتقويض إيران وروسيا بسبب دعمهما للنظام السوري.
وقبل اجتماع فيينا الشهر الماضي كانت هناك تلميحات بأن روسيا قد تخفض الصادرات إذا أقدمت أوبك على نفس الشيء.
لكن الرسالة التي بعثت بها موسكو بعد الاجتماع هي أن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية لن يغير الإنتاج. وساءت علاقات موسكو مع أوبك منذ تعهدها في أوائل العقد الماضي بأن تخفض الإنتاج بالتوازي مع المنظمة وهو ما نكصت عنه روسيا بل وزادت صادراتها.
وفي أبوظبي لمح النعيمي إلى أن أوبك لا تستطيع العمل على إعادة التوازن للسوق بدون تحرك مشترك مع المنتجين المستقلين الذين قال إنهم أبدوا عدم تعاون مع المنظمة بشأن وضع السوق.