الدوحة/ نبأ- قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الثلاثاء، ان إيقاف بث الجزيرة مباشر مصر هو التنازل القطري الأكبر خلال حملة دامت 18 شهرا، مارست فيها السعودية والإمارات ومصر ضغوطا لوقف دعم الدوحة لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وشبهت الصحيفة القرار على انه نصر كبير للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قاد عزل مرسي العام الماضي، حيث كانت قطر الدولة العربية الوحيدة التي طرحت تساؤلات حول شرعية السيسي، أو راهنت ضد إمكانية بقائه في السلطة.
مضيفة أن وقف بث القناة يشير إلى أن القطريين أيضا قبلوا حكم السيسي.
وقالت ان الجزيرة مباشر مصر، كانت المنفذ الإعلامي الإخباري المصري الوحيد الذي يبث مقاطع لمظاهرات الإخوان المناوئة للحكومة، وينقل وجهة نظر الجماعة.
يذكر انه وفي الأيام الأخيرة، كانت القناة هي المصرية الوحيدة التي غطت اجتماعا للإخوان في إسطنبول، حضره مشرعون من أعضاء البرلمان المصري المنحل، تجمعوا معا لنبذ "انقلاب" السيسي.
من جانبه، قال نقيب الصحفيين والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان: ” هذه علامة كبيرة على طريق النظام المصري، وطريق بناء منظومة إخبارية في مصر.
وتوقع رشوان أن تمهد الخطوة الطريق لإطلاق سراح صحفيي الجزيرة الإنجليزية الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم في ديسمبر، في اتهامات تتعلق بالتآمر مع الإخوان لزعزعة استقرار مصر، وصدر ضدهم أحكام بالحبس، وأثارت قضيتهم إدانة دولية جراء نقص أدلة اتهاماتهم، لا سيما وأن اثنين منهم مزدوجا الجنسية (مصر تحتجز الآن عشرات الصحفيين وفقا للجنة حماية الصحفيين).
لكن السيسي وبحسب الصحيفة، يمتلك السلطة التشريعية حتى انتخاب البرلمان القادم، مرر بها مؤخرا قانونا يسمح للحكومة بترحيل مواطنين أجانب بدلا من حبسهم، وقال البعض إن هذه علامة على إمكانية ترحيل صحفيي الجزيرة الأجنبيين إلى بلادهم. وأضاف رشوان: ” أعتقد أننا سنرى أخبارا جيدا بعد التنازل القطري".
وكونت قطر تحالفا وطيدا مع مرسي والإخوان كاستراتيجية هيمنة إقليمية، وكانت تغطية الجزيرة، لا سيما "مباشر مصر" تدعم بوضوح هذا الاتجاه.
وحظر النظام المصري، الذي يقوده الجيش، قناة الجزيرة مباشر مصر بعد عزل مرسي، وكان استمرار بثها من الدوحة مصدر إزعاج مستمر لحكومة السيسي والخليح.
وفي مارس الماضي، انضمت السعودية والإمارات والبحرين لمصر في سحب سفرائها من الدوحة، للضغط على قطر لإنهاء دعم الإخوان، وكذلك وقف البث المناهض للسيسي.
لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأ العاهل السعودي أحد المصادر الداعمة الحيوية لحكومة السيسي، في إجراء مصالحة إقليمية لتشكيل جبهة متحدة ضد التهديدات المزدوجة من إيران ومتطرفي الدولة الإسلامية.
وكشفت التايمز، سر دعوة عبد الله إلى اجتماع لممالك الخليج في الرياض أسفر عن عودة السفراء للدوحة، قبل أن يبعث مؤخرا مندوبا للقاهرة لعقد اجتماع ثلاثي حضره السيسي ومندوب من الدوحة، ويبدو أن ذلك الاجتماع مهد لطريق لوقف بث الجزيرة مباشر مصر.
وأعلنت القناة وقف بثها من الدوحة، لحين توفر ظروف مناسبة لعودتها من القاهرة، وهو لن يتأتى إلا بعد الحصول على التصاريح اللازمة، والتنسيق مع السلطات المصرية.
ما زالت مصر تسعى لتسليم الدوحة لعدد من أنصار الإخوان أو قيادات الجماعة الذين أخذوا من الدوحة ملاذا لهم.
وقال متحدث الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إن القاهرة تدعم المصالحة العربية، ومضى يقول: ” نحتاج أن تمتزج الكلمات بالأفعال"، دون توضيح المزيد.