الخليج/ نبأ- قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن القيادة السياسية وجهاز الأمن في إسرائيل يأملون أن تتسبب المصالحة بين قطر ومصر – التي وقفت السعودية وراءها – في كبح جماح حركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني.
وأوضحت أن إسرائيل تعتبر التقارب بين مصر وقطر تحركا إيجابيا يعكس محاولة من السعودية وغيرها من دول الخليج – البحرين والكويت والإمارات – لإعادة قطر إلى الكتلة السنية المعتدلة، وللوقيعة بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين، والمنظمات السنية الجهادية الناشطة في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت أن مصر تسعى لأن تضمن أن تتوقف قطر عن تقديم الدعم المالي للإخوان في أراضيها، لكن رغم التقارير المنشورة في الصحافة الكويتية بالتزام قطر بوقف التمويل لحماس أيضا، إلا أنه لا يوجد تأكيد حتى الآن لهذه التقارير من مصادر تعتبر عليمة، ويحتمل أن يكون المصريون والقطريون قد توصلوا إلى تسوية أخرى بموجبها يُنقل المال القطري والوقود لحماس في قطاع غزة بالاتفاق مع مصر.
ورأت الصحيفة أن الخطوة التي بادرت إليها السعودية لديها هدف آخر على ما يبدو يتجاوز تعزيز الكتلة السنية المعتدلة في العالم العربي، فعلى مدى الشهرين الماضيين، طرأ تقرب هام بين حماس وإيران، بعد خلاف استمر لمدة عامين على خلفية الحرب في سوريا (حيث نقلت حماس تأييدها من نظام الرئيس بشار الأسد إلى المعارضة السنية، بسبب توافقها مع الإخوان المسلمين السوريين).
وأضافت أن السعودية تشعر بالقلق من اتساع النفوذ الإيراني في المنطقة، وهذا من ناحيتها سبب جوهري لتشجيع مصر على المصالحة مع قطر، وإعادة الدوحة إلى المعسكر السني المعتدل، والتأثير بذلك على تحركات حماس في قطاع غزة.
ووصفت مصادر أمنية إسرائيلية الخطوات السعودية بأنها "طموحة"، وترى في ذلك إمكانية لتأثير باعث على الاعتدال لمواقف حماس في المواجهة الطويلة مع إسرائيل.
ونوهت الصحيفة بأن حماس امتنعت عن التصعيد مع إسرائيل خشية إلحاق ضرر إضافي بقطاع غزة، بينما تستمر موجة العمليات في الضفة الغربية، والتي أُصيبت في آخرها طفلة ووالدها بزجاجة حارقة قرب مستوطنة معاليه شومرون.