إيبوتش تايمز: السعودية تشن حربا اقتصادية على طهران من خلال أسعار النفط

السعودية/ نبأ- ذكرت صحيفة " إيبوتش تايمز" الأمريكية إن تراجع أسعار النفط بأكثر من 45% منذ شهر يونيو الماضي والذي يجيء في أعقاب بقائها فوق مستوى الـ 100 دولار للبرميل طيلة السنوات الخمس الماضية تقريبا يسدد طعنة نافذة إلى أنظمة الدول القمعية، وفق الصحيفة.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم- الثلاثاء- أن العديد من الدول المصدر للنفط قد أسست اقتصادياتها حول هذا السعر.

وأضاف التقرير أن ثمة العديد من الأسباب التي تفسر هذا التراجع السريع في أسعار النفط العالمية، ولكن أبرزها هو الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت أكبر منتج للنفط في العالم وإخفاق الدول المصدرة للنفط " أوبك" في الوصول إلى إتفاقية حول السعر الذي ينبغي عليها البدء عنده في خفض الانتاج، ما سوف يسهم في رفع الأسعار، أو على الأقل في تقليل تراجعها.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن " أوبك" ربما تحاول عرقلة الطفرة التي تحققها الولايات المتحدة في إنتاج النفط الصخري، فإنها تتسبب بالفعل في إثارة القلق للانظمة القمعية، على حد تعبير الصحيفة.

واستل تقرير الصحيفة بالحديث عن روسيا، كمثال واضح على الأنظمة المتضررة من انخفاض أسعار النفط، قائلا إن الدولة الشيوعية السابقة قد تضررت أشد الضرر جراء تلك المسألة.

وفسر التقرير بأن موسكو تعتمد اعتمادا كليا على بيع النفط والغاز، مشيرا إلى أن 45% من موازنة الحكومة المركزية يأتي من صادرات النفط.

ورأى التقرير أن الأوضاع الاقتصادية الروسية تفاقمت بدرجة أكبر بفعل العقوبات المفروضة عليه من جانب معظم الدول الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية، لافتا إلى أن العملة الروسية " الروبل" تفقد قيمتها بمعدل باعث على القلق، ما يشجع على هروب رؤوس الأموال إلى الخارج وبث القلق في نفوس المستثمرين، علما بأنه من المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي لـ روسيا بنسبة 4% في العام 2015.

ثم انتقل التقرير إلى الحالة الفنزويلية كمثال حي على البلدان القمعية التي تأثرت بأزمة النفط الحالية، موضحا أنه قبل وفاة الرئيس السابق هوجو تشافيز في بداية العام 2013، اقترض ما إجمالي قيمته 46 مليار دولار من الصين، واعدا إياهم بمنحهم نفط مقابل الدين.

ولم يحصل الصينيون، وفقا للتقرير، حتى على مليون برميل يوميا تقريبا من النفط من الدولة الاشتراكية، لكنهم أغرقوا السوق الفنزويلي بالبضائع الصينية رخيصة التكلفة التي لا تقبل المنافسة من منتجات المحلية في الدولة الاتينية.

وعلاوة على ذلك، حصلت شركات البناء الصينية أيضا على عقود لمشروعات تطوير البنية التحتية في فنزويلا، واستعانت بالعمال الصينيين، ما فاقم معدلات البطالة في فنزويلا صاحبة الاقتصاد المأزوم بالفعل.

وتحتاج فنزويلا  لبيع النفط الخاص بها مقابل 120 دولار للبرميل لدفع عجلة الاقتصاد، أو ستجد نفسها مضطرة إلى إرجاء سداد ديونها إلى الصين.

وتطرق تقرير" إيبوتش تايمز" إلى إيران وهي الدولة الشيعية التي تذوق مرارة الهبوط الحاد في أسعار النفط، قائلا إن الحكومة تنفق الكثير من الأموال على مشروعات البنية التحتية، غير أنها بحاجة إلى نحو 130 دولار للبرميل لتمويل تلك الأعمال التنموية.

ولفت التقرير إلى التكهنات التي مفادها أن السعودية تشن حربا اقتصادية على طهران من خلال الضلوع في خفض أسعار النفط، سبب اتهامات النظام السعودي لايران بدعم النظام السوري، وفق الصحيفة.

واختتم التقرير بالحديث عن نيجيريا، موضحا أن رئيسها السابق ساني أباتشي الذي تفيد مزاعم بإختلاسه أكثر من 1.1 مليار دولار، ما يجعل الحكومة عاجز عن تمويل الجيش.

وأوضح التقرير أن غياب القوى سمح لجماعة بوكو حرام المسلحة بالقيام بأعمال إرهابية، من بينها خطف ما يزيد عن 250 طالبة، متوقعا أن أن يسهم تراجع أسعار النفط العالمية في تفاقم الأوضاع الاقتصادية للدولة الأفريقية.