داعش تطرق الأبوابَ مجدّداً عبر عمليةٍ انتحارية في الشمال، وتسدّد ضربة موجعة لأمن الحدود التي عمل النظامُ على تحصينها منذ سنوات وأنفق ملياراتِ الدولارات عليها تحسّباً لأعمالٍ من هذا القبيل..
كلُ الأسئلة باتت مشروعة، ومن خلف الحدود من يتسائل.. ألم يكن بالإمكان تفادي عمليةٍ كهذه قَبل إنشاء السور الالكتروني، حين كانت تتدفق الاموالُ والسياراتُ والأفراد على الجانب الآخر وتزرع الموتَ في شوارعه وأسواقه ومساجده وحسينياته وحتى روضاتِ أطفاله..
هل من الحكمة تحصينُ الداخل وتخريبُ الخارج المتاخم، كيف وقد حذّر الصديقُ والعدو من مغبّة رعاية تلك المجاميع المنفلتة من عقلِ ودينِ وقيم حياة..فالذين راهنوا على درء الأخطار عن حدودهم بنقلها الى الجوار دفعوا أثماناً باهظة من أوطانهم ومن مستقبل أبنائهم.
غزوةُ عرعر كما يُطلق عليها الصحابةُ المزيّفون ليست سوى بدايةِ سلسلة الغزوات الإرهابية التي تندرج في سياق إعادةِ الجزيرة العربية الى التوحيد بعد أن غمرها الشركُ تماماً كما فعلها الداعيةُ الأول..