السعودية/ نبأ- سلطت صحيفة " فيسكال تايمز" الأمريكية الضوء على مرض الملك عبد الله بن عبد العزيز والسيناريوهات المحتملة حال وفاته، قائلة: إن الحاكم الجديد لن يكون أوفر حظًا من سلفه في ظل المشكلات العديدة التي تواجهها المملكة، وفي مقدمتها أسعار النفط المنخفضة والتطرف وتنامي الاضطرابات بين السكان المحليين، ما يفرض تهديدات كبيرة لأكبر بلد منتج للنفط في العالم.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم- الجمعة- إن سوق النفط السعودي لا يمكن أن يهتز بسهولة على خلفية حدث محتمل مثل وفاة الملك عبد الله، مستشهدة في الوقت ذاته بحادث الحريق الذي شهده أكبر موانئ ليبيا النفطية في الأسبوع الماضي والذي تسبب في تدمير قرابة 2 مليون برميل من النفط، وخسائر تُقدر قيمتها بـ 213 مليون دولار.
وأوضح التقرير أن أيًا من الوفاة المحتملة للعاهل السعودي أو إغلاق الميناء الليبي على أيدي المسلحين قبل ثلاثة أسابيع لا يحدث تأثيرًا كبيرًا على سوق النفط العالمي الذي لا يزال يواصل مسلسل الهبوط المستمر.
وأضاف التقرير أن خام غرب تكساس يقترب من تسجيل 45 دولار للبرميل، في الوقت الذي ربما يتجاوز فيه سعر مزيج خام برنت قريبا الـ 50 دولار للبرميل.
وذكر التقرير إلى أنه ليس من الدهشة إذن ألا يلتفت التجار كثيرا إلى مسألة مرض العاهل السعودي ودخوله إحدى المستشفيات في العاصمة السعودية الرياض في الثاني من فبراير الجاري.
وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط كانت قد سجلت سعودا في العام 2005 في أعقاب وفاة الملك فهد بن عبد العزيز، بالرغم من وضوح الخلافة حينها على نحو صريح والتي كانت متمثلة في أخيه غير الشقيق وولي العهد حينها عبد الله بن عبد العزيز.
لكن، وفقا للتقرير، تكرار نفس السيناريو حال رحيل الملك عبد الله غير محتملا، ما يجعل الأسئلة تحوم حول بالشخصيات التي من المحتمل أن تشغل هذا المنصب.
وشهد الوضع الصحي للملك عبد الله الذي ولد في العام 1924 وتولى المنصب الملكي عام ألفين وخمسة، شهد تدهوراً حاداً منذ العام 2010 ليقوم برحلات علاجية إلى الولايات المتحدة الأميركية، مثيرًا حول خلافته على السعودية أسئلة كثيرة، وخصوصًا مع ما يعرف بخلاف الأجنحة الملكية في البلاد.
لكن عام 2014 شهد تحولاً ملفتاً في السياسة السعودية لبيت الأسرة الحاكمة فالملك عبد الله اتجه إلى تعيين وليا لولي العهد، حيث عين مقرن بن عبد العزيز وليًا لولي العهد سلمان بن عبد العزيز وهو غير قابل للتحوير أو التبديل أو التغيير بعد وفاة الملك عبد الله بحسب الأمر الملكي.
ومع معرفة الوضع الصحي للملك عبد الله وكذلك لولي عهده سلمان الذي تؤكد المصادر إصابته بالخرف يُمهد الطريق لتسلم الأمير مقرن لحكم السعودية على أنه أصغر أبناء عبد العزيز، وفيما إذا تسلم مقرن بن عبد العزيز للحكم فمن المرجح أن يكون متعب بن عبد العزيز وليًا للعهد.
وكشفت مصادر عن مغادرة عدد من الأمراء الأراضي السعودية إلى خارج البلاد تخوفًا من عملية استقطاب تجري داخل العائلة المالكة حيث تشير المصادر إلى أن وزير الخارجية سعود الفيصل يقيم تحالفًا مع أبناء ولي العهد الراحل سلطان بن عبد العزيز، وأبناء الملك الحالي يتحالفون مع جهاز الحرس الوطني، حيث تتجه نية البعض إلى إلغاء منصب ولي العهد فور وفاة الملك ومبايعة سلمان ملكاً وأحمد بن عبد العزيز وليًا للعهد ومحمد بن نايف نائبًا ثانيًا.
وعلى الرغم من أن الصراعات في الملكية السعودية عادة ما تبدأ وتنتهي داخل أروقة القصر الملكي، إلا أن حدة المواجهات تشير إلى أنها ستخرج إلى الملأ بعد وفاة الملك عبد الله.
وأيا كان الوضع، يتعين على سالمان أو مقرن مواجهة بلد انهارت إيراداته جنبا إلى جنب مع أسعار النفط، حيث يؤكد محللون على أنه من غير المرجح أن يقوم أي منهما بتغيير السياسة القائمة، وسوف تستمر المملكة في ضخ مستويات عالية من النفط، ما سوف يجعل السوق مستمرا في إبعاد المزودين الهامشيين، كما أنه سيقود إلى تقليص القدرة التنافسية للنفط الصخري الأمريكي وتقويض الانتاج الروسي.
ومع ذلك، وفق الصحيفة، فإنه إذا ما أجبرت الحكومة السعودية على خفض مشروعاتها وتقليل معدلات التوظيف في القطاع العام، ربما تلعب إرادة الشعب دورا حاسما في الخلافة السعودية وسياستها النفطية، علما بأن ثمة العديد من الامراء ممن لا يروق لهم الاستمرار في انتاج النفط بمعدلات عالية.