السعودية/ نبأ- قالت صحيفة "ميدل إيست مونيتور" البريطانية أن السعودية تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية عن الإرهاب في الشرق الأوسط، عازية إليها الفضل في بزوغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
وقالت الصحيفة في تقرير لها على موقعها الإلكتروني إنه منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في مارس من العام 2011، كانت الحكومة في الرياض تمول الجماعات الإسلامية في قتالها للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أن تلك الجماعات شكلت البذرة الأولى التي أنبتت داعش.
وأضاف التقرير أن السعودية، من جانب ترتبط بعلاقات طويلة ومعقدة مع الجماعات الإرهابية السنية، موضحة أن السعودية التي طالما نفت ضلوعها في تمويل الإرهاب تخوض حربا إقليمية باردة مع جمهورية إيران، ومن ثم تسعى إلى تقوية الحركات المعارضة للحكام الشيعة في الشرق الأوسط.
واستشهد التقرير بتصريحات السير ريتشارد ديرلوف، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السرية البريطانية المعروف بـ MI6 والتي قال فيها إن المملكة تمثل "مقصدا جاذبا لأي ميليشيا مسلحة يمكنها أن تمثل تحديا للمذهب الشيعي."
ومن جانب آخر، يشعر الحكام السعوديون بتهديد شخصي يتمثل في إمكانية صعود جماعات مسلحة مثل تنظيم القاعدة في أوائل الألفية الحالية، أو حتى داعش في الوقت الحالي، وذلك لأنهم يخشون من أن تسعى تلك الجماعات إلى أن تستبدل بالأسرة الحاكمة في السعودية قادة أكثر تطرفا ممن يتبعون المذهب الوهابي.
على صعيد متصل، أشار التقرير إلى أن السعودية تعد موطنا لأكثر موقعين مقدسين في الإسلام، المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي في المدينة، ومن ثم فهي تمثل دائما هدفا محتملا للجماعات المتطرفة التي ربما ترغب في الاستيلاء على المدينتين.
واستشهد تقرير الصحيفة بـ"البروباجاندا" التي ينتهجها تنظيم الدولة وتعهداته بـ"تحرير المدينتين الكائن بهما الحرمين الشريفين".
ولفت التقرير إلى أن السعودية، بوصفها دولة تتمتع بقبضة أمنية محكمة وتمتلك جهاز دولة ثريا، مجهزة للتعامل مع التهديدات الإرهابية الداخلية على نحو أفضل من جيرانها من الدول الأخرى.
ومع ذلك، لن تختفي المشكلة الرئيسية ريثما تتوقف الرياض عن تمويل وتشجيع وتغذية الجماعات المسلحة في الخارج إلا حينما يتفق ذلك مع المصالح السعودية.
وكانت تقارير إعلامية أوروبية قد سلطت الضوء على الدعم المستمر من نظام آل سعود منذ سنوات طويلة للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة المختلفة التي تشيع القتل والخراب في سوريا، ما أدى إلى خلق "وحش مخيف" يعرف باسم تنظيم داعش الإرهابي الذي يرتكب مجازر وجرائم تتخطى كل حدود الفظاعة.
وأشارت التقارير إلى أن مساعي نظام آل سعود لنشر الأفكار الظلامية والايديولوجيات المتطرفة ليس فقط في سوريا بل في العالم بأسره من خلال دعم تنظيمات إرهابية عدة دون اكتراث للجرائم البشعة التي ترتكبها ولدماء الأبرياء التي تقوم بسفكها.
ورأت أن نظام آل سعود يشكل مصدرا رئيسيا لتمويل التنظيمات الإرهابية منذ سبعينيات القرن الماضي وذلك من خلال المبالغ الطائلة التي أنفقها في سبيل نشر “فكرها الوهابي المتزمت والصارم”.
وبحسب تقارير أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية فإن نظام آل سعود استثمر على مدى العقود الأربعة الماضية أكثر من عشرة مليارات دولار في “مؤسسات خيرية” مزعومة في محاولة لنشر الايدولوجية الوهابية التي تتسم بالتعصب والقسوة فيما يقدر خبراء استخبارات اوروبيون بان 20 % تقريبا من هذه الأموال السعودية تم تحويلها إلى تنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى.
ولفتت التقارير إلى أن الممولين السعوديين أدركوا بعد فوات الأوان خطأ الاستراتيجية التي اتبعوها منذ البداية، موضحة أن تدافعهم لتمويل التنظيمات الإرهابية المختلفة أدى إلى خلق “وحش نائم” في محاكاة واضحة لما فعله نظام آل سعود في ثمانينيات القرن الماضي من خلال دعمه لحركة طالبان.
وأوضحت أن إدراك السعوديين لخطورة ما ارتكبوه ظهر جليا في إقالة رئيس الاستخبارات بندر بن سلطان في أبريل الماضي الذي كان مسؤولا عن تفاصيل تسليح التنظيمات الإرهابية في سورية.