جريمةٌ جديدةٌ لتنظيمِ داعش تُعيد التذكير بالتطابق بين التنظيم والمملكة.
سجّلت الكاميرا حرْق الطّيار الأردني مُدعّماً بالفتوى التي تُقيمُ نظامَ المملكةِ، وتؤسِّس نظرتها للكونِ والحياة.
النّار التي كوتْ أجساد الأبرياء كانت أكثر وضوحاً وهي تنغرسُ في ملامح وجه أبناءِ العواميّة وأجسادهم.
الحرْق كان دوماً لغةَ الكيانات التي تكرهُ الآخر، وتبحثُ عن كلّ الوسائل لإشعالِ الكراهيةِ والموت في كلّ مكان.
البربريّةُ التي رأتها المملكة وهي تتحرّك فوق الطّيار الأردني.. هي ذاتها التي تسري في العواميّة وفي جازان وفي الرياض وجدّة. بربريّةٌ تجلدُ البشر وتقطع رؤوسهم، وتُحاكم النساء بسبب تغريدةٍ أو قيادةِ سيّارة.
إنها، إذن، حكاية “وجهان لعملةٍ واحدة”. والعملة السعوديّة التي يتحاشى البحرينيون استخدامَها وتداولَها هذه الأيام، ليست لأنها مزوَّرة، أو لأنّ قيمتَها محشوّةٌ بالفقراء في جازان، ولكن أيضاً لأنّها عُملةٌ تُصرَفُ في السّوق السّوداء، ومنها تدفع المملكة لشراء صمت الغرب عن انتهاكاتها الفائضةْ والفاضحة لحقوق الإنسان.