الخليج/ وكالات- نحو 12 ساعة فصلت بين بيانين لمجلس التعاون الخليجي، أمس الخميس، الأول يرفض اتهام مصر لقطر بدعم "الإرهاب"، والثاني يؤكد دعمه لمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، على الصحفة الرسمية للمجلس في (تويتر)"، الساعة 11.04 دقائق صباحاً بالتوقيت المحلي للقاهرة (09.04 تغ)، إنه "يرفض الاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم بجامعة الدول العربية (الأربعاء) إلى دولة قطر بدعم الإرهاب"، ووصفها بأنها "اتهامات باطلة تجافي الحقيقة".
أما البيان الثاني، فصدر الساعة 10.33 بالتوقيت المحلي للقاهرة (20.33 تغ) في اليوم نفسه، وأعلن فيه الزياني تأييد دول المجلس كافة ما تتخذه مصر "من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، بعد العمل البربري الذي قام به تنظيم داعش الإرهابي بذبح 21 مصرياً في الأراضي الليبية".
ونفي أمين عام مجلس التعاون، في بيانه الثاني، ما تداولته وسائل الإعلام من تصريحات نسبت إليه حول هذه العلاقات.
ورغم أن وسائل إعلام تحدثت عن أن البيان الثاني كان بمثابة نفي للأول، غير أنه وبالنظر إلى البيانين، يتضح بأن الأخير لم يشر من قريب أو بعيد إلى ذلك.
يأتي ذلك في وقت قال فيه دبلوماسي مصري رفيع، إن هناك اتصالات دبلوماسية مكثفة جرت بين القاهرة ودول مجلس التعاون الخليجي، خلال الساعات الماضية، لاحتواء الأزمة الأخيرة.
وأوضح المسؤول، طالبا عدم نشر اسمه، أن "الاتصالات الدبلوماسية المكثفة بين القاهرة ومجلس التعاون الخليجي، أدت إلى تغير موقف المجلس".
** البيان الأول:
قال الزياني إنه يرفض "الاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم بجامعة الدول العربية إلى دولة قطر بدعم الإرهاب"، ووصفها بأنها "اتهامات باطلة تجافي الحقيقة".
وأوضح أن هذه الاتهامات "تتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر مع شقيقتها دول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف على جميع المستويات، ودعم العمل العربي المشترك في كافة المحافل العربية والدولية، وكل ما من شأنه الحفاظ على مصالح الأمة".
وأضاف الزياني، في البيان نفسه، أن "مثل هذه التصريحات لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي في الوقت الذي تتعرض فيه أوطاننا العربية لتحديات كبيرة تهدد أمنها واستقرارها".
**البيان الثاني
أعلن الزياني أن دول مجلس التعاون تؤيد كافة ما تتخذه مصر "من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، بعد العمل البربري الذي قام به تنظيم داعش الإرهابي بذبح 21 مصرياً في الأراضي الليبية".
وفي بيان أصدره ونشر على الموقع الرسمي للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أكد فيه أن دول مجلس التعاون "دائماً ما تسعى إلى دعم و مؤازرة مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في كافة المجالات".
وأشار الزياني، إلى أن دعم دول المجلس لمصر "تُرجم في اتفاق الرياض (23 نوفمبر 2013) واتفاق الرياض التكميلي (16 نوفمبر 2014) الذي وقعه قادة دول المجلس، لإدراك القادة لأهمية التلاحم والتكامل مع مصر، باعتبار أن أمن واستقرار مصر من أمن و استقرار دول الخليج، وخاصة في ظل الظروف الدقيقة و الحساسة التي تمر بها المنطقة و العالم بأسره، والتي تستدعي الترابط الوثيق بين الأشقاء جميعاً".
وقال، إن "دول المجلس قد أكدت وقوفها التام مع مصر وشعبها الشقيق في محاربة الإرهاب وحماية مواطنيها في الداخل والخارج".
وبين أن دول المجلس "تؤيد كافة ما تتخذه (مصر) من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، بعد العمل البربري الذي قام به تنظيم داعش الإرهابي بذبح 21 مصرياً في الأراضي الليبية".
وأكد على أن ذلك "حق أصيل من حقوق الدول في الحفاظ على أمنها و استقلالها و سلامة مواطنيها".
وأعلنت قطر، مساء الأربعاء، استدعاء سفيرها لدى مصر سيف بن مقدم البوعينين للتشاور، على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، بعد تحفظها على عبارة "التفهم الكامل" لمجلس الجامعة، لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم "داعش" بليبيا.
والفترة الأخيرة توترت العلاقات بين مصر وقطر مجددا، بعد تقدم محدود جرى في العلاقات بين البلدين في ديسمبر الأول الماضي، برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.