السعودية / نبأ – تحدثت صحيفة “هآارتز” الإسرائيلية عن مدى استعداد الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز للاستماع لمنظمة “حماس” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، بحسب الصحيفة، والتي أعلنتها المملكة بأنها منظمة إرهابية.
وتسائلت الصحيفة هل سوف تعيد السعودية تجديد علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين؟ وهل ستعيد تشكيل علاقاتها مع تركيا التي تعد منافسا لمصر؟
وسردت الصحيفة ما تراها دلائل على وجود نقطة تحول في السياسة السعودية بعد الملك الراحل عبدالله، وأشارت إلى مقال للكاتب السعودي جمال خاشقجي عن حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والذي وصف فيه حزب الإصلاح بأنه هو الكيان الوحيد في اليمن الذي يعد قويا بما فيه الكفاية لمقاومة استيلاء الحوثيين، على حد تعبيره. مشيرةً إلى أن الملك عبد الله كان قد قطع جميع العلاقات مع حزب الإصلاح.
ولفتت إلى أنّ أول رحلة لسلمان في الخارج كملك من المرجح أن تكون إلى تركيا التي تستضيف كبار مسؤولي حماس، بما في ذلك صلاح العاروري. معتبرةً زيارة السيسي إلى المملكة العربية السعودية مع زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لم تكن من قبيل المصادفة.
وتابعت: وفي الوقت نفسه، عاطف عدوان، القيادي في حماس قال في مقابلة له إن هناك علامات مشجعة على حدوث تغيير في السياسة السعودية بشأن حماس. وقال تقرير آخر لوسائل الإعلام إن كبار المسؤولين السعوديين قد التقوا مع ممثلين مصريين لهم علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين. وبالإضافة إلى ذلك، سارع الملك السعودي لإقالة رئيس الديوان الملكي، خالد التويجري، الذي كان من بين الذين يتبنون موقفا متشددا ضد الإخوان. وكل هذه علامات تؤدي إلى توقع واضح بوجود تحول في السياسة الخارجية السعودية.
لكن عدوان قال إنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن كسر العلاقات مع إيران. وفي الوقت نفسه، وضعت طهران شروطا صارمة لحماس لاستمرار دعمها. ومن بين تلك الشروط أن يتراجع الزعيم السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، عن انتقاداته للرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي أدى إلى قطيعة تامة في العلاقات بين نظام الأسد وحماس، وبطبيعة الحال، إلى حدوث شقاق مع إيران.
بينما قد تطالب المملكة حماس بدفع جهود المصالحة مع حركة فتح، والسماح بتعيين مسؤولين في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة وعلى المعابر الحدودية، كشرط لتقديم المساعدات.
وبرغم أن حماس ليس لديها نفوذ أو ضغوط لتمارسها اليوم، لا على إيران ولا على السعودية؛ ولكن “بصيص الأمل” السعودي، وخاصة إذا ما تمت المصالحة مع مصر، يمكنه موازنة الكفة بشكل جيد وإعادة حماس إلى الكتلة العربية مرة أخرى.
وتظهر الروح السعودية الجديدة أنه ليس هناك بالضرورة أي علاقة بين الرغبة في منع النفوذ الإيراني والنضال ضد حماس. لكن العكس صحيح، فيمكن للعلاقات مع المنظمات الإسلامية السنية المعتدلة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، أن تساعد فعلا ضد إيران من جهة، وضد تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف أيضا باسم داعش) من جهة أخرى.
والمشكلة التي ستواجه السعوديين هي كيفية التوفيق بين مواقف مصر والسياسات السعودية الجديدة. فالسيسي يحتاج لمعرفة الإجابة على هذه المعضلة.