السعودية / نبأ – قال ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية محمد بن نايف، أن تمرين "وطن 85" يعطي رسالة واضحة لكل متربص بأمن السعودية، حيث أجرت قوات خاصة سعودية، تمارين على مكافحة الإرهاب، في منطقة السويف شمال مدينة عرعر، على الحدود مع العراق، وهي المنطقة التي قُتل فيها 3 سعوديين في هجوم إرهابي، في يناير الماضي.
وبدت علامات الرضا والارتياح على قسمات وملامح محمد بن نايف، وهو يشاهد سيناريوهات عدة، تم رسمها، لعشرات المخاطر التي يمكن أن تشكلها الجماعات الإرهابية من خارج الحدود وداخلها.
وكان استعراض قوى الأمن السعودية قدراتها في مواجهة الجماعات الإرهابية، في مدينة افتراضية تبعد عن مطار عرعر الإقليمي نحو 40 كيلومترًا، ولا يفصلها عن المواقع التي تتعرض لهجمات من تنظيم "داعش" في العراق، سوى عشرات الكيلومترات، في عروض أشرف عليها وتابعها بدقة، واختتمت أمس بعد 21 يومًا من انطلاقتها.
وفي هذا السياق، كان المغرد السعودي المثير للجدل “مجتهد” قد إتهم محمد بن نايف في تغريدة له بعد يوم واحد من “حادثة مركز سويف” (19 يناير,2015)، بنهب مليارات مشروع “الحدود الذكية”، مشيراً إلى أن هناك تحذيرات استخباراتية قوية وصلت عن نية لإختراق الحدود.
يذكر أنّ في هذه المنطقة (السويف) شهدت قتل قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية العميد عودة البلوي في يناير,2015، وأحد الأفراد، وأصيب أحد منسوبي القطاع بإصاباتٍ مُختلفة، في عمليةٍ مسلحة حدثت في مركز سويف الحدودي.
بعد يوم واحد أعلنت السعودية حينها، أن قوات حرس الحدود ستطلق النار على كل من يقترب من أي خط حدودي سعودي دون التفاوض معه، بعد أن قضى 27 وجرح 376 من قوات حرس الحدود خلال العام المنصرم، حسبما أعلن الناطق الرسمي بحرس الحدود اللواء الغامدي.
وتشهد المنطقة الشمالية بالسعودية حشودا من أكثر من 30 ألف جندي من الجيش السعودي والحرس الوطني والقوات الخاصة بعد اجتياح تنظيم الدولة الاسلامية للمحافظات السنية بالعراق واقتراب قوات داعش من الحدود السعودية بمسافة 100كم على حد تصريح مسؤول عراقي كبير.
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت قرار وزاري يقضي بإبعاد المواطنين عن الحدود الشمالية والشرقية مسافة 20 كم، في نوفمبر من العام الماضي. وكانت المديرية العامة لحرس الحدود قد رفعت توصية في وقت سابق لذلك، بنقل القرى الحدودية الواقعة ضمن الحرم الحدودي الذي تقدر مسافته بـ10 كيلومترات داخل الأراضي السعودية، لتتمكن دوريات حرس الحدود من التفريق بين المتسللين والسكان.
وتعتبر الحدود الفاصلة بين السعودية والعراق، ثاني أطول حدود للسعودية مع الدول المجاورة لها، حيث يبلغ طول الحدود 814 كيلومترا، تمتد من منفذ «الرقعي» شرقا إلى مدينة «طريف» غربا، يوجد بها منفذ حدودي واحد، هو منفذ جديدة عرعر، كما يوجد بها ما يزيد على 40 مركزا تابعا لحرس الحدود، لتعزيز السيطرة الأمنية وتشديد الرقابة، لمنع تهريب المخدرات والأسلحة والمطلوبين أمنيا.
كما شهدت الحدود الجنوبية مع اليمن، في العام الماضي، سقوط قتلى من حرس الحدود في هجمات متفرقة، نفَّذ عددًا منها مهربون. وكان اكبر هجوم يقع في الحدود الجنوبية على احد المراكز التابعة لسلاح الحدود بالقرب من مدينة شرورة والذي ذهب ضحيته مجموعة من منتسبي سلاح الحدود.