السعودية / نبأ – جانبٌ من الحائط المسدودِ الذي وصلتْ إليه ما تُسمّى بعمليةِ "عاصفةِ الحزم"، يمكن أن نقرأه في وسائل إعلام العدوان السعودي.
تحدّث المتحدّث باسم العدوان عن دقّةِ الأهدافِ في الحرب. ولم تتوقّف وسائل الإعلام عن إبداءِ الحرص على المدنيين. إلا أنّ أشلاء أطفال اليمن فضحت دقة الأهداف، وسارعت الصحف السعوديّة للحديثِ بالمنطق الإسرائيليّ الذي يقول بأنّ لكلّ حربٍ ضحاياها أو أن سقوط الأبرياء جاء بشكلٍ خاطيء.
السعوديّة التي كانت تتحدّث عن الحوار، وتُظهِر نفسها على أنها ضدّ الحروب، بدأت ترتفع صحفها بالحديث عن نهاية الحوار، وأنه لا وقتَ لهذا الخيار.
الرياض لا تؤمن بأيّ حوارٍ إلا إذا كان على مقاسها، وبشروطها، وإلا فإنّ الحربَ هو خيارها، وفي كلّ مكان، في اليمنِ، وفي البحرين وسوريا والعراق.
وعلى إيقاعِ إدعاءات المسؤولين السعوديين، فإنّ كتّاب الصحافة الرسميّة باتوا يحدثون عن حلولٍ تُولدُ من الحروب. منطقٌ ربما لا يعي صاحبه بأنّه أقوى تبرير للقتل والدّمار، وهو منطقٌ يمكن لأيّ صاحب مشروع عدوانيّ أن يتسلّح به.
الإعلام السعوديّ الحربيّ ذاكرتُه مثقوبة.
لقد شنّ هذا الإعلامُ حرباً على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ناسياً أنّ الرّجل كان حليفاً للرياضِ وللدوحة. الإعلام الرسمي تذكّر، فجأة، التاريخ الدموي لعبد الله صالح، إلا أن منْ يقف وراء هذا الإعلام تغافل عن أن صالح كان يُقدِّم قمعه خدمةً للسعوديّة، وفي ستّ حروبٍ ضدّ أنصار الله.
هي حربٌ نفسيّة يمارسها إعلام العدوان على صالح، على أتباعه. وهي حربٌ تدلّ على ضياع الأهدافِ والفوضى التي تعمّ الرياض. فبعد أن قيل بأنه في أرتيريا، وأن جيبوتي منعته من المجيء إليها، بدأ الإعلام يقول بأنّ صالح وصل إلى الكهوف.
عاصفة الحزم، فتحت الباب لطلاّب الأموال السعوديّة. كلّ الدّول باتت تتوافد على بيتِ المال لكي تحجز لها بعض من المليارات المغموسة بدماء اليمنيين، إلا أن حال اليمن ينطق بقوله تعالى: "ولمّا رأى المؤمنون الأحزابَ قالوا هذا ما وعدنا اللهُ ورسولُه وصدق اللهُ ورسولُه ومازادهم إلا إيمانا وتسليما".
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)