السعودية / نبأ – طويلاً استمر التناغم الإسرائيلي الخليجي في مواقف توحدت قبالة الملف النووي الإيراني، حتى أتت لحظة الإعلان عن توقيع لوزان بين إيران ودول الخمسة زائد واحد.
ففيما كان الإنزعاج الإسرائيلي متمظهراً بوضوح من تصريحات المسؤولين الخليجيين، خيم الصمت على الرياض وحلفائها في دول مجلس التعاون. ليس في الأمر تبايناً في حقيقة تلقي مآلات سير المفاوضات، بقدر ما كانت ردة فعل النظام السعودي مضبوطة على إيقاع حسابات العدوان على اليمن، حسابات تقول لا ينبغي علينا أن نخرج بالمواقف المتمردة على واشنطن في وقت تحتاج فيه الرياض إلى غطاء الولايات المتحدة ودعمها للحرب.
الإعلام الخليجي تفاعل مع الأنباء الواردة من لوزان بفتور وتجاهل لافتين. ففي وقت كانت فيه وسائل الإعلام العالمية مشغولة بنجاح المفاوضات النووية، لم تتطرق الإخبارية السعودية إلى الخبر حتى الدقيقة الأربعين من نشرتها الرئيسية.
الخبر غير السار لأمراء قصور الرياض، كان بعد ساعات من إعلانه محل تباحث في اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميريكي باراك أوباما بالملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، أوباما سعى لتخفيف وقع الخبر على نظيره السعودي، داعياً الملك سلمان وباقي الحكام الخليجيين، إلى لقاء ترضية سيعقد في كامب ديفيد.
أما الملك سلمان فأعرب في الإتصال عن أمله في التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى الأمن في الشرق الأوسط وفق تعبيره.
على الضفة الأخرى من الخليج ثمة من يفخر بما حققه نتاج الصمود والمعاندة بوجه ضغوط الدول الكبرى على مدى اثني عشر عاماً.
هنا في طهران كانت ردة الفعل تجاه الإتفاق احتفائية على المستويين الشعبي والرسمي. الموقف السعودي والخليجي عموماً لا يحسد عليه هذه الأيام، فيما الأنظار باتجاه ترجمة التوازنات الجديدة في المنطقة سياسياً، ومدى تأثير التفاهم الإيراني الأميريكي حول البرنامج النووي على الملفات الملتهبة في المنطقة.