اليمن/ نبأ (خاص)- مع مرور أحد عشر يوماً من العدوان السعودي على اليمن، لم تنجح الحرب في إيقاف الجيش واللجان الشعبية عن السيطرة على الارض.
هذه النتيجة تعني أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، وأنها فاقدةٌ للمكاسب السياسية، وتراجعَ زخْمُها إلى الوراء.
في الأفق، كما يقول الباحث السياسي حمزة الحسن، لا توجد إلا هزيمةٌ نكراء.
طبيعة الغاراتِ السعوديّة، تؤكد أن الحرب كانت اندفاعةً عمياءَ، ولم يكن في ذهن الأمراء سوى الانتقام، والتسلُّح بأوهام نصر سريع.
جزءٌ من معضلة الحرب السعوديّة على اليمن، هو أنها لا تملك خياراتٍ بديلة، وهو ما يجعلها تختبيء خلف قعقعةِ السلاح وأكذوبة النصر المحتوم.
بعد أحد عشر يوماً؛ انحصر الأمرُ في تسعيرِ الحرب عبر إنزال السلاح جوّاً في عدن، إلا أنّ المشهد لازال محاصراً بالأسئلةِ التي لا يملك الناطق باسم التحالف السعودي الإجابة عليها:
جمهور السعودية وحلفائها الخليجيين ينتظرون سماع إعلان النصر. وبسبب التعبئة الإعلاميّة والتأجيج المذهبي، فإن هذا الجمهور لا يقبل باحتمال التعادل في الحرب، ما يعني أن كارثةً ستحلّ على هذا الجمهور حينما يُدرك أن الانتصار على اليمنيين أكبرُ وهمٍ في التاريخ.
الأمريكيون والبريطانيون سيبادرون إلى إنقاذ آل سعود، فالحرب المفتوحة غير ممكنة، ولا أحد يملك أن يضفي عليها الشرعية والاستمرار.
سيضطر آل سعود للنزول من الشجرةِ في نهاية المطاف. الضغوط الدولية، وارتفاع هوْل المجازر؛ سيُغيّر من مزاج العالم ومجرى الأحداث.
عند هذا المنعطف، يظهر عدم ردّ الجيش واللجان على العدوان السعودي بأنه خطوة ذكيّة لم تتوقعها السعودية. لقد استطاعت سياسة “عدم الرد” إظهار السعودية وحفاءها باعتبارهم غزاةً لا يعرفون غير القصف والقتل بدم بارد.
ولكن السعودية تعلم أن عدم الرد ليس ضعفاً من اليمنيين، وهي تعلم أيضاَ أن الرّد حينما يأتي فإنه سيكون مبنياً على خطة مدروسة على الواقع، ومن خلال تدبير سياسيّ تميّز به اليمنيون في السنوات الأخيرة.