إيران / نبأ – بين الحرب الدبلوماسية وإشعال النار، تتقدّم الجمهورية الإسلامية وتتراجع المملكة السعودية.
إيران بكبار مفاوضيها ودبلوماسييها تدعو إلى طاولة الحوار, لتبحث في برنامجها النووي وتُنهي الحصار عليها.
في الوقت نفسه، تفرضُ المملكة على نفسِها حصاراً أخلاقياً من خلال إعلان حربٍ شرسةٍ على بلدٍ جارٍ، ودكِّ بنيته التحتية وشعبه بالغارات الجويّة.
معركة الدبلوماسيّة الإيرانيّة انتهت إلى بُشرى بإعلان الاتفاق النووي. ومعه انطلقت طهران في الفضاء الإستراتيجي بقوّةٍ بوصفها داعية للحوار، وخصوصاً في موضوع اليمن.
صورةٌ تدخل في قائمةِ الإنجاز السياسي لطهران، لاسيما وهي التي طالما أُتهِمت سعودياً بالوقوف وراء النزاعات والحروب في المنطقة.
الرياضُ، ومع الصعود الدبلوماسي لإيران، تبدو في موقفٍ محرِج، حيث باتت المملكة تُتهم بأنها تقتل أطفال اليمن، وتقوم بابتزاز الدول من أجل الانضمام إلى تحالفها العدواني على بلدٍ يُفترض جغرافياً أن يكون عضواً في مجلس التعاون الخليجي.
الابتزاز السعودي لم ينفع كما يبدو مع مصر، حيث غمز من قناتها الصحافي السعودي جمال خاشقجي – المقرَّب من دوائر الحكم السعودي – وقال بأن المشكلة تكمن مع حليف يُظهر ما لا يُبطن، وهو ما استدعى ردّا من الملياردير المصري نجيب ساويريس، الذي اعتبر كلام خاشقجي “عيباً”، إلا أن الأخير رفضَ ذلك وتوعّد بكشف التفاصيل.
الفشل السعودي في استدراج مصر، وباكستان، ومساعي إيران لإنهاء الحرب عبر الحلّ السياسي؛ جعلَ الرّياض تُصعِّد من عدوانها على اليمن، وكلّ المحور الذي تمثله إيران، وترافق ذلك مع إرهابٍ إعلامي غير مسبوق، حيث بدأت القنوات الرسمية السعودية تثير النعرات الطائفية، وتبنّى التلفزيون الرسمي ملف الأحواز في إيران محرّضاً على الفتنة هناك.
سياسةٌ تورّطت فيها السعوديةُ لتقع في حُفرةِ الاتهامات التي اعتادت على رمْي الآخرين بها. وكأنّ حال الرياض: عليّ وعلى أعدائي.