السعودية/ نبأ (خاص)- يؤكد مدير معهد شؤون الخليج في واشنطن، علي الأحمد، أنّ الدافع الحقيقي للعدوان السعودي على اليمن يكمن في تاريخ العلاقات الملتبسة بين البلدين.
الأحمد يرى بأنّ السعودية كان تمنع ظهور أيّ منافس إقليميّ لها، كما أنها سعت دوماً لمحاربةِ الجهودِ الرّامية إلى بناء الحكومات الدّيمقراطيّة التي تُمكّن الشّعب من الحكم بنفسه.
في مقاله في موقع السي إن إن باللّغةِ الإنجليزيّة، يقف الأحمد عند العام 2013، حينما عبّرت الرّياض عن دعمها لما يصفه بالإنقلاب العسكري الذي “أطاح بالحكم المنتخب ديمقراطيا في مصر، برئاسة محمد مرسي”، واضعاً ذلك في سياق التعبير عن السياساتِ السّعوديّة المعادية للثورات واحتواء نتائج ما عُرف بالربيع العربي.
يقول الأحمد بأن الهدف السّعودي، وببساطة، هو منع صعود أيّة حكومةٍ مدعومةٍ شعبياً وتسعى لتقرير المصير في المنطقة. ويسخر الأحمد من الذريعة السّعوديّة في الحرب على اليمن، والتي تحمل عنوان “مواجهة النفوذ الإيراني”، مشيراً إلى أن جماعة أنصار الله لم يستلموا أية مساعدة من إيران أو الدعم من المصادر الخارجية.
ويصف الأحمد الدعم الأمريكي للعدوان السعودي على اليمن بأنه “مضلِّل”، وفي حين كان خطاب أنصار الله معادياً للولاياتِ المتحدة، إلا أنهم لم يستهدفوا أية مصالح أمريكية، كما أنهم لم يتدخلوا في وجه العمليات التي تقوم واشنطن ضد تنظيم القاعدة في اليمن.
يقول الأحمد بأنّ إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تخلّت عن اليمن لصالح “المكائد السعوديّة”، بحسب تعبيره.
يشير الأحمد في مقاله إلى أن الطيران الحربي السعودي استهدف الجماعات التي تمكنت من اجتثاث تنظيم القاعدة في عدة مناطق يمنيّة، وفي حين أن السعوديّة أطلقت حوالي مئة طائرة حربية ضد أنصار الله في اليوم الثاني من العدوان، فإن الرياض قدّمت أربع طائرات في الحملة الأولى من التحالف ضدّ داعش الذي قادته واشنطن.
يستبعد الأحمد أن تكون نتائج الحملة السعودية على اليمن “إيجابيّة”، لاسيما وأن المجموعة التي تواجهها السعودية اليوم (أي الحوثيون) أضحت أقوى من الماضي، وهي في مستوى يشبه قوة “حزب الله” في لبنان، كما يرى الأحمد.
الأحمد دعا أوباما إلى إيجاد حلّ سياسيّ فوري للحرب. وأكد بأن تغيير السياسة الأمريكية حيال الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن ليس بسبب أنها خاطئة ومصيرها الفشل فحسب، ولكن خشية لإنعكاسات عديدة قد تجرّها الحرب، ومن ذلك تمكين تنظيم القاعدة أكثر.