السعودية/ نبأ (خاص)- تحمل الخسائر التي منيت بها القوات السعودية يوم أمس مؤشرا خطيرا إلى ما يمكن أن تلقاه المملكة في حال تورطها بحرب برية في اليمن.
حرب يؤكد مراقبون أن الأراضي اليمنية ستتحول من خلالها إلى فيتنام بالنسبة للسعوديين، منبهين إلى شدة المقاتلين اليمنيين وثبات عقيدتهم وقوة شكيمتهم.
الرد اليمني على المجازر السعودية بحق المدنيين بدأ يتبلور، أحداث اليوم الثامن عشر من العدوان أوحت بأن سيل اليمنيين بلغ الزبا، هنا في مديرية باقم بمحافظة صعدة أذاقت قبائل اليمن جيش السعودية بعضا من بأس.
مسلحون من قبيلة طخية هاجموا موقع المنارة الحدودي، دقائق معدودات وأسفر الهجوم عن نتيجة مروعة لسلطات الرياض، عشرات القتلى في صفوف الجنود السعوديين، عمليات فرار جماعي من الميدان، وضياع الأسلحة والذخائر والآليات العسكرية التي استولى عليها المسلحون القبليون.
ولم تنته قائمة الخسائر، في منطقة نجران فصل آخر من فصول الضربات الموجعة، ثلاثة ضباط سعوديين لقوا حتفهم فيما أصيب جنديان بجروح جراء تعرض دوريتهم لإطلاق قذيفة مورتر من الأراضي اليمنية.
هذه الهجمات تتخذ مسارا تصاعديا على ما يبدو، إمعان السعودية وحلفائها في استهداف المدنيين لن يستجلب إلا عمليات إنتقامية من الجانب اليمني، عمليات يظهر واضحا أنها ستلحق بالمملكة خسائر متتالية إن لم نقل هزيمة مدوية.
شدة المقاتلين اليمنيين وتآلفهم مع السلاح واستعدادهم لبذل النفائس دفاعا عن أرضهم وأرواحهم علامات فارقة في المعركة، علامات تقابلها على الضفة السعودية خبرة متواضعة وتجربة شبه منعدمة وعقيدة متضعضعة بحسب تقديرات معظم الخبراء العسكريين والإستراتيجيين.
التقديرات بشأن تكلفة الحرب البرية التي لا تنفك السعودية تقول إنها ستكون في الوقت المناسب يمكن استشفافها بوضوح من نتائج المناوشات الحدودية، بضعة مقاتلين قبليين بمقدورهم إحداث صدمة في الداخل السعودي وإرغام جنود المملكة على الإستسلام، فكيف ستدفع الرياض بالعساكر نحو الأراضي اليمنية؟
من المؤكد حتى الآن أن ثمة رفضا باكستانيا وترددا مصريا في الإنخراط بهكذا مغامرة، إحجام يمكن أن يلقي بالمملكة وحيدة في الأتون اليمني إذا ما أصرت على مخططها، المخطط هذا قد لا يكون مخطئا من وصف نتائج المضي فيه بالقول: “ستصبح اليمن فيتنام السعودية”.