جرح اربعة اشخاص اليوم الاربعاء اثر إلقاء مجهولين قنبلة على مقهى في مدينة طرابلس في شمال لبنان، في حادث رجح مصدر امني لبناني ان يكون مرتبطا بفتح المقهى الشعبي ابوابه خلال شهر رمضان.
وتضم طرابلس ذات الغالبية السنية خليطا من الطوائف والطبقات الاجتماعية، ويقارب عدد سكانها نصف مليون شخص.
الا ان هذه المدينة «المحافظة» شهدت في الاعوام الماضية تناميا للمجموعات المتطرفة، لا سيما منذ اندلاع النزاع السوري الذي انعكس اشتباكات مسلحة بين مجموعات سنية مؤيدة للمعارضة وعلوية موالية للنظام خلال السنتين الماضيتين.
وقال المصدر الامني : "سقط اربعة جرحى بينهم شخصان من التابعية السورية جراء إلقاء مجهولين قنبلة على مقهي شعبي في محلة باب التبانة" في طرابلس.
وبحسب المصدر، اقترب الشخصان على متن دراجة نارية من المقهى الواقع في سوق الخضار في باب التبانة، قبل ان يلقي احدهما القنبلة ويلوذا بالفرار الى جهة مجهولة.
ورجح المصدر ان تكون خلفية الموضوع ان "المقهى يبيع القهوة خلال النهار في شهر رمضان، حين يكون غالبية السكان صائمين"، من دون ان يكون في امكانه الجزم اذا ما كان هذا هو السبب الفعلي.
وكان قد تمّ في طرابلس خلال الايام الماضية توزيع بيانات مجهولة المصدر عبر الهواتف الخليوية ومواقع التواصل الاجتماعي، تحذر المطاعم والمقاهي من فتح ابوابها خلال شهر رمضان.
وعدد احد البيانات اسماء بعض المقاهي والشوارع التي تضم مطاعم، قائلا ان "هؤلاء الخنازير يبيعون الطعام والشراب في النهار وعلى مرأى الناس جميعا"، محذرا من "التعامل معهم بالطريقة المناسبة" في حال لم يمتنعوا عن ذلك. وذيل البيان بعبارة "وقد اعذر من انذر".
وجاء في بيان آخر ان "على الجميع احترام مشاعر الغالبية في طرابلس، ومن كان يريد ان يفطر من المسلمين او غيرهم، فلا يجب ان يجاهر بذلك وعليه ان يعتمد القاعدة الشرعية "اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا".
وكان رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال دعا في تعميم اصدره في حزيران/يونيو المطاعم والمقاهي الى "احترام حرمة شهر رمضان الكريم وخصوصية المسلمين الصائمين في عدم المجاهرة بالافطار".
واثار التعميم جدلا واسعا في اوساط المجتمع المدني الطرابلسي الذي رفض الخطوة واعتبر انها تمس الحريات العامة، ما دفع الغزال الى التأكيد ان الدعوة هي في اطار "التمنيات"، ولن يعاقب من يخالفها.
وشهد الوضع الامني في المدينة تحسنا في الشهرين الماضيين مع تطبيق الجيش والقوى الامنية خطة هدفت لوضع حد للمعارك الدورية التي اندلعت بين التبانة وجبل محسن (حي ذات غالبية علوية في المدينة) منذ اندلاع النزاع السوري قبل ثلاثة اعوام. وانتشر الجيش على محاور القتال ونفذ مداهمات واوقف مطلوبين.