السعودية / نبأ – في داخلِ المملكةِ، وبسببِ جُدران الرّعب التي يبنيها النظام، ليس من اليسيرِ العثورِ على أصواتٍ تغرّد خارج السّرب.
عاصفة الحزم عصفتْ بكثيرٍ من العقولِ والمواقفِ، ويكاد يندُر الوقوف على رأي يتحرّكُ خارج المانشيتات التي توزّعها الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة في الرياض، وتفرض على الجميعِ الالتزام بها.
الكاتب والمحلل السعوديّ طراد العمري يضعُ خطوةً في مكانٍ قريب من حكومة المملكة، ويضعُ خطوةً أخرى في مكانٍ آخر.
طرّاد العمري، الذي طُرِد قلمُه من صحية “الحياة” في وقتٍ سابق، أشارَ إلى أنّ ما يحدث في اليمن سيكشف العديدَ من الأقنعة، مشبّهاً ما يجري بأنه مثل “حفلةٌ تنكريّة” تتساقط فيها الأقنعةُ آخر الليل.
وأوضح العمري، الخبير في الشؤون العسكريّة، بأنّ المرحلة المقبلة من الحرب على اليمن ستبدأ قريباً، وأنها ستأخذ مسار دعم الإغاثة الإنسانية والجهود السياسيّة.
العمري لا يتردّد في ترديدِ المقاربةِ السّائدة بشأن إيران وموقفها من اليمن، إلا أنّه يُفضِّل أن يرفعَ صوته قليلاً ويدعو لإيقاف الصحافي السعودي المقرّب من النظام السعودي، جمال خاشقجي، والذي يصفه العمري بالعبثي وذلك على خلفيةِ ترويج خاشقجي لعاصفةِ حزمٍ سعوديةٍ قطريّة تركيّةٍ ضدّ سوريا، واعتبر العمري هذا الأمر مجرّد “هُراء”.
وانتقد العمري إنفاق عشرات المليارات الدولارات على الأسلحة الأمريكية والأوربيّة في “الشرق الأوسط المتخلّف”، بحسب تعبيره، قائلاً بأن الغرب يصنعُ ويكسب من مصانعه العسكريّة، فيما العرب يتقاتلون.
العمري حذّر مما تروّج له وسائل الإعلام السعوديّة، كما حذّر من تحويل الصراع السياسيّ القائم إلى صراع دينيّ أو طائفي أو مذهبي، كما هو الحال لدى أغلب الوجوه المتشددة التابعة للمؤسسة الدينيّة في المملكة.
ما يُحذّر منه العمري، وما يعجز عن الإفصاح عنه أكثر، يُقدِّم الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي توضيحاً أكثر صراحة بشأنه.
حجازي وضعَ الأحداث الإرهابيّة التي تشهدها مصر، وخاصة في شمال سيناء، في إطار ما وصفها بالعقلياتِ الإرهابيّة التي تحترف التدمير والخراب، وقال حجازي بأنّ هذه العقليات “الآتية من خلفيات بعض دول النفط الوهابيّة” بحسب وصفه، والتي قال بأنها “تبيح الدماء بدعوى الخلافة الإسلاميّة الفاشستية”.