السعودية/ نبأ- قالت مجلة "ذي إيكونومست" البريطانية ان الحرب لم تحقق حل للأزمة اليمنية الحالية الكثير بعد مرور 3 أسابيع من غارات التحالف الذي تقوده السعودية، على معاقل المتمردين "أنصار الله" الحوثيين، فقد سقط الكثير من القتلى من المدنيين، لذا فإن التساؤل الحالي للمراقبين هو هل حان الوقت لاتفاق سياسي ينهي تلك الأزمة المستعرة؟
وأضافت المجلة أن الحرب في اليمن أشبه بعراك بدائي في دولة بعيدة بين أشخاص لا يعرف العالم عنهم شيئا، وفي بعض الأحيان يلعب صراعها الداخلي على السلطة دور البطولة لصالح المنافسات الجيوسياسية الأوسع، ففي ستينيات القرن الماضي كانت المنافسة داخل هذا البلد بين الملكيين والقوميين العرب والتي أدت لتقسيم العالم العربي.
وتدخلت مصر إثر ذلك لجانب الجمهوريين القوميين ضد أنصار الإمامة الزيدية المدعومة من المملكة العربية السعودية، لكن في هذه الأيام فإن الانقسام السياسي الأكبر بات بين السعودية وإيران، وهو الانقسام الذي يغذي الطائفية بين السنة والشيعة، واﻵن فإن السعودية ومصر أصبحتا حليفتان وتدخلتا لدعم السنة ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
وبعد 3 أسابيع من الحملة الجوية على الحوثيين المعروفة باسم "عاصفة الحزم" ومع تزايد عدد الضحايا من المدنيين، فلا توجد دلالات كبيرة على أن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، حقق كثيرا في استراتيجته العسكرية والسياسية.
لذا يبدو اسم "اليمن السعيد" مثارا للسخرية فالدولة الأفقر في العالم العربي تقصفها الدولة الأغنى، أما بالنسبة لأمريكا، التي تدعم العملية العسكرية السعودية لوجيستيا واستخباراتيا، فإن اليمن تمثل خطرين أولهما هو الجهاديون وثانيهما زيادة النفوذ الشيعي.
أمريكا ترى أن اليمن أرضا خصبة لانتقال الجهاديين فضلا عن وجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على أراضيها وهو أخطر أفرع التنظيم الأم، وتوفر اليمن أيضا لإيران فرصة لزيادة نفوذها في المنطقة، وفق المجلة.
أما الحوثيون فقد قاتلوا الحكومة اليمنية مرارا ووقفوا في وجه الرئيس القوي علي عبدالله صالح، لكن بعد ذلك تحالف الحوثيون مع صالح واستطاعوا السيطرة على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي ثم تقدموا صوب عدن حيث يقيم الرئيس عبدربه منصور هادي.
لم تكن الطائفية بهذه القوة من قبل في اليمن وثمة شكوك متزايدة حول مدى الدعم الذي ينعم به الحوثيون من إيران، وأقرب مثال هو تصريحات المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي التي قال خلالها إن الهجمات السعودية في اليمن ترتقي إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية.
وفي تدوينة على حسابه على تويتر، سخر خامنئي من ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز ونجله وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان قائلا: "شباب عديم الخبرة جاء للسلطة واستبدل رباطة الجأش بالهمجية".. ووسط هذه الفوضى، استطاعت القاعدة السيطرة على المكلا، على الرغم من أنها عانت من انتكاسة هناك بعد مقتل أحد قادتها الاثنين الماضي وهو إبراهيم الربيش في غارة لطائرة أمريكية دون طيار.
الإجراءات السعودية في اليمن ربما حالت دون استيلاء الحوثيين على مدينة عدن بأكملها، لكنهم لا يزالوا يحققون مكاسب على الأرض، لذا فإن الغارات الجوية لن تؤدي لهزيمتهم وفي الوقت نفسه تتراجع احتمالية التدخل البري بعد أن رفضت باكستان طلبا من السعودية بإرسال قواتها لهناك فضلا عن عدم تعجل مصر في إرسال جنودها لليمن، الذي يطلق عليها البعض "فيتنام".
لذا فهل حان الوقت لاتفاق سياسي ينهي ذلك الصراع؟ هناك العديد من الدعوات لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، لاسيما بعد إصدار مجلس الأمن قراره في 14 من إبريل الجاري بفرض حظر الأسلحة على الحوثيين وعائلة صالح مع إقرارها لدعوات السعودية بإجراء محادثات بوساطة أممية في العاصمة الرياض، الشرط الذي رفضه الحوثيون.
وفي إطار دفعهم لعودة الرئيس هادي، فالسعوديون يعتمدون على حليف لا يحظى بشعبية كبيرة على الأقل لأنه فر من البلاد، لكن في الوقت نفسه يُعد نائبه ورئيس الوزراء خالد بحاح الشخصية التي يتوحد حولها اليمنيون، لكن السعودية لم تضع حتى اﻵن أهداف سياسية واضحة ما يتركها أمام مهمة مستحيلة وهي التخلص من الحوثيين وتسمح في الوقت نفسه لإيران بأن تكون صانعة السلام في اليمن.