يشكل السعودي ابراهيم العسيري المدعو ابو صالح (32 سنة) كبير صانعي المتفجرات في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كابوسا لمسؤولي النقل الجوي واجهزة الامن الدولية.
وفي حين اعلنت واشنطن تعزيز الامن في بعض مطارات اوروبا والشرق الاوسط التي ينطلق منها مسافرون الى الولايات المتحدة، تتركز الانظار على جنوب اليمن ومحافظاته الخاضعة لهيمنة قبائل معادية للسلطة المركزية حيث يفلت ابراهيم العسيري منذ سنوات من الطائرات الاميركية بدون طيار التي حاولت مرارا القضاء عليه.
وقال كريستوف نودان العالم المتخصص في الجريمة والخبير في الامن الجوي "تذكروا تشرين الاول/اكتوبر2010 حين صنع العسيري عبوتين اخفى متفجراتها في آلتي حبر طباعة ارسلتا في طائرتي شحن الى شيكاغو عبرتا كل اجهزة المراقبة ولم يتم اكتشافها الا بعد ان اخترقت اجهزة الاستخبارات السعودية عبر احد المخبرين القاعدة في جزيرة العرب وحصلت على رقم الرحلة الجوية وحتى رقم الطرد، فضبطت واحدة في مطار دبي والثانية في لندن. وبدون هذه المعلومات لانفجرتا".
وقد اعد ابراهيم العسيري الذي درس الكيمياء، منذ زمن طويل عبوة متفجرة من تيترانيترات البنتايروتريول لا يمكن تقريبا رصدها. ومع صاعقة كيميائية لا تضم هذه العبوات اي قطعة معدنية وبالتالي يمكنها عبور كل نقاط المراقبة في كل المطارات بدون مشاكل.
وكانت القنبلة التي خبأها في جسد أخيه عبد الله وأرسله إلى المملكة العربية السعودية لاغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في 2009 مكونة من تلك المادة، لكن المحاولة باءت بالفشل ولم يقتل فيها سوى الانتحاري.
كما ان تلك المادة وضعت ايضا في القنبلة التي اعدها وعثر عليها في الملابس الداخلية للشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي فشل في تفجيرها على متن طائرة كانت متوجهة الى مدينة ديترويت الاميركية في كانون الاول/ديسمبر 2009.
واضاف كريتوف نودان ان "الخطر الكبير الذي يشكله العسري هو انه لا يحاول مرتين الطريقة نفسها" مؤكدا انه "يستخلص الدرس من اخفاقاته ويسعى الى ايجاد حيل جديدة. ومئة غرام فقط من تلك المادة لا تدمر طائرة بالضرورة لكنها يمكن ان تشكل خطرا كبيرا".
و في حديث مع اي بي سي نيوز قال خبير المتفجرات جون برينان الذي اعد عبوات متفجرة يمكن اخفاؤها في الثياب الداخلية، واصبح اليوم مدير السي اي ايه انه "شخص شديد الخطورة يتمتع بتأهيل جيد جدا وخبرة كبيرة ويجب علينا العثور عليه واحالته على القضاء في اقرب وقت ممكن".
وافاد تقرير سري لاجهزة الاستخبارات الاميركية، نشرته اسبوعية نيوزويك في 2012 ان ابو صالح حاول بالتعاون مع طبيب سوري زرع متفجرات داخل الجسد البشري لا يمكن رصدها على الاطلاق.
ويرى مسؤولون اميركيون نقلت عنهم نيويورك تايمز الاربعاء دون كشف اسمائهم ان العسيري الذي افلت مرارا منن غارات طائرات بلا طيار وقيل مرارا انه قتل، قد يكون درب فريقا من الانصار المستعدين لان يحلوا محله في حال موته.
بقلم Michel MOUTOT