أخبار عاجلة

في حوار مع CNN حول أحداث المنطقة.. تركي الفيصل يلوح بخطر داعش

أكد رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل أن الأزمة التي يشهدها العراق حاليا أكبر من تنظيم ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف باسم "داعش"، موضحًا أنها ثورة شعبية تمتد من الحدود السورية إلى الموصل ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.

وقال الفيصل في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية مع المذيعة الشهيرة كريستيان أمانبور إن "داعش" هو فصيل من بين فصائل متعددة تلعب دورا هناك، مشيرًا إلى أن هناك تصريحات تدل على ذلك من قبل بعض قادة هذه الفصائل التي منها من يرفض هذا التنظيم، سواء من القبائل أو مواطني هذه المناطق الذين يدينون "داعش" ويعتبرونه جماعة إرهابية.

وتابع القول إن "الأمر لا يتلخص في "داعش" بهذه البساطة".

واعتبر الفيصل أن المالكي بكل المقاييس لم يعد ممثلاً لجميع العراقيين، ومن هنا، فإن إيجاد الشخص الذي يمكنه توحيد البنية الاجتماعية والسياسية المتعددة الأطراف في العراق هو أولوية قصوى في الوقت الراهن من أجل مواجهة جميع التهديدات التي تواجه البلاد، والتي لا تأتي فقط من جانب سوريا، وإنما أيضا من جانب إيران.

وشدد على أن توحيد العراق وتكامله إقليميا هو هدف رئيسي للمملكة العربية السعودية.

ورغم جميع محاولات سعودية لدمار استقرار العراق واسقاء نوري المالكي، ادعى الفيصل أن "المملكة تحذر حلفاءها من أن ترك الوضع الحالي في العراق كما هو سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات، معربا عن اعتقاده بأن ذلك بدأ يتحقق بالفعل، وأن الجميع يتفق على أن هناك إجراءات معينة اتخذت في السنوات الأخيرة أدت إلى هذا الوضع اليوم".

وأوضح أن من أبرز هذه الإجراءات هو الانتخابات التي أجريت بالعراق قبل خمس سنوات، عندما كان هناك فصيل فاز بالأكثرية في هذه الانتخابات وتم استبداله تحت ضغط من الولايات المتحدة وإيران آنذاك، وبات الائتلاف الذي اختار المالكي هو الحاكم للعراق.

وتابع أن "داعش" ليس اختراعا أو حدثا ظهر أمس أو أول من أمس، وإنما هو كيان يبنى منذ الغزو الأمريكي للعراق، مشيرا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" الذي تأسس لمحاربة الاحتلال الأمريكي في السنوات الأولى من القرن الحالي عندما كانت القوات الأمريكية متواجدة في العراق وأن هذا التنظيم هو الأصل الذي خرج منه "داعش"، وقد وجد الآن قاعدة للنمو.

 وعلى صعيد متصل، قال الفيصل إن" الصراع في سوريا على وجه الخصوص هو المنبع الرئيسي لنمو الأنشطة الإرهابية، واصفا سوريا بـ"الجرح المتقيح" الذي جمع أسوأ أنواع البكتريا في العالم، تابعاً "ونحن نرى ذلك الآن واقعا". وذلك في حين أن الحكومة السعودية من ساهم في نمو هذه البكتريا بالمنطقة.

وتابع: "منذ البداية اتخذت المملكة موقفًا داعمًا للمعارضة السورية المعتدلة من أجل إعطائها هيبةً ومكانةً في الشعب السوري، وبهذا يمكنها مواجهة وحشية الأسد".

وأضاف :حان الوقت لدعم المعارضة المعتدلة بأسلحة دفاعية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أنه إذا دُعمت المعارضة بوسائل تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ضد دبابات وطائرات الأسد، ففي هذه الحالة فقط يمكنها مواجهة التحديات وإحداث تغيير على أرض الواقع.

 وبسؤاله عن الشباب السعوديين الذين ظهروا في مقاطع فيديو لـ"داعش" وهم يشاركون في أعمال التنظيم، قال الفيصل إن الحكومة السعودية أصدرت مراسيم تحرم المشاركة فيما يسمونه هؤلاء بـ"الجهاد" في أي مكان في العالم، كما تم إصدار أحكام بالسجن على الذين فعلوا ذلك.

ولفت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، أصدر مفتي السعوية فتوى تعتبر المشاركة في ذلك إثما، وهناك جهود من جميع مسئولي الحكومة لمواجهة المشاركة في هذه الأعمال سواء من الشباب السعودي أو غيره.

وأعرب الفيصل عن اعتقاده بأنه من الممكن دحر "داعش" لأن الإرهاب والعدمية التي يمارسها هذا التنظيم ستسقطه، وهذا ليس معهودا فقط في المنطقة، وإنما في العالم بأسره (حسب قوله)، مشددا على أن الشعوب لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك.