بدأت صباح اليوم الخميس في فيينا جولة اخيرة من المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "انها لحظة حاسمة في الجهود الدولية لتسوية احد اصعب تحديات السياسة الخارجية في عصرنا".
وهذا الدفع الذي تقدمه هذه التصريحات ضروري للمفاوضين الذين دخلوا الى الاجتماع بعيد الساعة التاسعة (7,00 تغ) من شدة ما تبدو المواقف متباعدة بين ايران من جهة والقوى الكبرة في مجموعة 5+1 (المانيا والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، من جهة اخرى.
وبعد جلسة عامة اولى، ستجر محادثات ثنائية عديدة طوال النهار الى جانب "اجتماعات تنسيقية" يعرض فيها كل ما وفد ما تم التوصل اليه.
وقال الناطق الاوروبي مايكل مان ان "الاطراف تجتهد في العمل كما في كل مرة". واضاف ان "المفاوضين جاؤوا بتصميم على دفع العملية قدما والتوصل الى اتفاق في 20 تموز/يوليو".
والاتفاق الذي يجري التفاوض حوله منذ مطلع العام يضمن الا تسعى ايران الى انتاج قنبلة نووية. في المقابل سترفع العقوبات الدولية التي تحرم ها البلد من عائدات النفط البالغة مليارات الدولارات كل اسبوع.
كما سيسهل تطبيع العلاقات بين الغربيين والجمهورية الاسلامية في وقت تسود الشرق الاوسط اوضاع تهدد بالانفجار في اي وقت مع تقدم إرهابيي ما يسمّى بـ"الدولة الاسلامية" في العراق والحرب في سوريا.
وسيؤدي الاتفاق اخيرا الى خفض خطر انتشار الاسلحة النووية في المنطقة اذ ان اسرائيل والدول الخليجية تنظر بقلق الى ايران تمتلك قنبلة ذرية.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف "لدينا مناسبة فريدة للدخول في التاريخ". لكنه اكد ايضا في مقالة نشرها في صحيفة لوموند الفرنسية ان ايران "لن تساوم على تقدمها التكنولوجي" الذي يشكل مصدر فخر وطني لا يمكن لايران التخلي عنه.
واستعرض ظريف في المقالة تاريخ هذا الملف الذي يسم علاقات ايران الدولية منذ عشر سنوات فذكر بشكل مفصل بالجهود التي وافقت ايران على بذلها لجعل انشطتها شفافة مؤكدا مرة جديدة ان بلاده لا تريد حيازة القنبلة النووية سواء لاسباب "اخلاقية" او "دينية" او "استراتيجية".
وسعى اخيرا ليثبت ان العقوبات المفروضة على ايران لم تمنعها من مواصلة برنامج نووي مدني محذرا الدول الكبرى من "التوهم" بامكانية تخلي ايران عن هذا البرنامج.
وتشكل القدرة على تخصيب اليورانيوم التي ستحتفظ بها ايران واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية التي منعت الطرفين من التوصل الى اتفاق حتى الآن.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان احتفاظ ايران "ببضع مئات" من اجهزة الطرد المركزي مقبول. وتملك ايران حاليا حوالى عشرين الفا من هذه الاجهزة نصفها قابل للتشغيل، حسبما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
اما ايران فهي مستعدة لتغيير خطط مفاعلها الذي يعمل بالمياه الثقيلة الذي يجري بناؤه في اراك من اجل ضمان عدم انتاج البلوتونيوم الوقود الآخر الذي يمكن ان تصنع منه قنبلة نووية، مع اليورانيوم المخصب.
في المقابل ترفض ايران البحث في برنامجها للصواريخ _ التي يمكن ان تحمل قنبلة _ مؤكدة ان هذه القدرات البالستية مسألة مرتبطة بالدفاع الوطني وليس بالسياسة النووية.
ويمكن تمديد المفاوضات ستة اشهر بالاتفاق بين الطرفين، لكن لا ايران ولا الدول الست تريد التفكير بهذا الحل حاليا.
غير ان كيري اكد الثلاثاء ان "الولايات المتحدة وشركاءها لن تقبل باي تمديد ان كان الهدف اطالة امد المفاوضات".