السعودية / نبأ – هو الأسبوعُ الخامس من العدوان السعوديّ على اليمن.
الأهدافُ المُعلنة لم تتحقق بعد. فلا عبدربه هادي منصور عاد إلى الكرسي، ولا حركة أنصار الله قُضيَ عليها.
هادي يعيشُ في المنفى بالرياض، والحوثيون يسيطرون على ما يُقارب من ثمانين بالمئة من محافظات اليمن، ما عدا محافظة مهرة النائية، ومحافظة حضرموت التي يسيطر عليها تنظيمُ القاعدة، بحمايةٍ من الطيران السعودي الذي لم يقصف هاتين المحافظتين.
الخيارُ الوحيد أمام السعودية، ولحفظِ ماء وجهها، هو الاستمرارُ في الحربِ، ولكن من خلال عنوانٍ آخر هو “إعادة الأمل”، على أملِ أن تحقّق أهدافَها.
في هذه المرحلة، يكثّف الطيرانُ الحربي السعودي غاراته الجويّة، ويقتلُ المزيدَ من المدنيين، بانتظار حلّ سياسيّ يُنجِزُ الحدّ الأدنى من مطالبِ الرياض.
أوراقُ الرهان السعودي في اليمن يبدو أنها خاسرةٌ. ورقةُ الحراكِ الجنوبي غير مُجدية بسببِ غيابِ قياداتٍ مؤثرةٍ ومتوازنة، خاصة بعد انحياز علي سالم البِيْض إلى العدوان السعودي. وفي الوقتِ الذي نجحت فيه السعوديّةُ بتحريكِ ورقةِ القاعدة في اليمن، ولاسيما في الإمساك بحضرموت، إلا أنّ السعودية تُراهن أيضاً على ورقةِ المليشيات التي شكّلها هادي، والتي يبلغ تعدادها عشرين ألف فرد، والتي اعتادت وسائلُ الإعلام السعودية على وصفها ب”قوى المقاومة”.
إلا أن مضي أكثر من شهر على العدوان، لم تستطع خلاله السعودية من التوظيفِ الفعّال لهذه الأوراقِ على الأرض، وهو ما يؤشِّر على أن مهمتها في اليمن لازالت عسيرةً، وأن مشروعها في الهيمنةِ لازال يواجَه بحائطِ صدّ كبيرٍ من اليمنيين.
وحتّى يبتكرُ خبراءُ تدويرِ الزّوايا مخارجَ مشرِّفةً للسعودية من مستنقعها في اليمن، فإنّ الرياض ستضطرُ إلى الاستمرارِ في مغامرتها الطائشةِ هناك، والتعويلِ على التضليلِ الإعلامي الذي يتحدثُ عن تحقيق أهدافٍ جوفاء، بحسب ما عبّرت صحيفةُ الإيكونومست البريطانية.