مقدمة المسائية | حقق العدوان السعودي تصعيد موجة التكفير والتطرف في المنطقة

بلغَ العدوان السّعوديّ على اليمن مداه الأقصى، وحقّقَ أعظمَ أهدافه.+

لقد نجّحت المملكةُ أخيراً بتوسيعِ رقعة العنف المذهبي، وحّققت نجاحاً باهراً في تصعيدِ موجّةِ التكفيرِ والتطرُّف في كلّ مكانٍ في المنطقةِ العربيّة والإسلاميّة، وكادت الرّياض تُنجِز واحدةً من أهم منعطفات الظلام في تاريخ البشريّة وفي إنعاش الكراهياتِ المذهبيّة والعرقيّة.

منابرُ الصّلاةِ استحالت إلى منابر للفتنِ والتّشنيع بالمسلمين.. رجال الدّين الذين يخطبون في النّاس عن الرّحمةِ والأخلاق، تحوّلوا إلى خطباءَ للقتْل والتدمير والفتن.. مثقفون وكاديميّون ومحلّلون، إخوانٌ وسلفٌ وليبراليّون وعلمانيّون، كلّهم انضمّوا إلى فزْعةِ الجاهليةِ الأولى، يرفعون شعاراتٍ نازل بها أبو لهب وأبو جهل، وحاربَ بها قبلهم أقوامٌ ختمَ الله عليهم بالعار والعذاب وسوء العقاب.

العدوان على اليمن هو تطورٌ آخر للثورة المضادةِ التي قادتها السعوديّة في وجه الثورات العربيّة. التدميرُالممنهج الذي تقوم به السعودية في اليمن هو تقدُّم في نظام التدمير الذي أرساه آل سعود في مصر، وتونس، وسوريا، ولييبا، وفي البحرين. فكيف يحلو لأهل العقل والحداثة والتنوير أن يكونوا أبواقاً لآخر ابتكاراتِ العقل التدميري السعوديّ؟