السعودية / نبأ – دخول المملكة السعودية في دوامة الحرب على اليمن وضعها في خانة التورط وهي الآن تدفع جزءا من ثمن أخطاء الماضي… هذا ما اكدت عليه مجلة “كورييه انترناسيونال” الفرنسية نقلا عن محللين سياسيين.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت شفيق الغبرا عبر عن قلقه على السعودية وقال إن هناك أطرافاً خارجية تريد للسعودية أن تتورط أكثر، ودفعها باتجاه الدخول في معركة برية، بينما هم يتفرجون عليها وهي تُستنزَف في اليمن على حد وصفه.
وبحسب المجلة، الغبرا أضاف أن استنزاف السعودية ثم إضعافها ليس من مصلحة العرب، وأوضح الغبرا إن الثورة المضادة التي قادتها السعودية ضد الثورات العربية؛ ساهمت في الوصول إلى هذا الوضع الذي أدى إلى الانهيار الذي نشاهده الآن.
وأعرب الغبرا عن أمله في إنشاء واقع إنساني جديد يتجاوز كل أخطاء الماضي، وأن يهتم قادة الخليج بالقضايا المتعلقة بالحرية وحقوق الإنسان والدستورية والقوانين لبناء دول حديثة.
وفي ملف علاقة العدوان على اليمن بالثورة المضادة.. يقول “جون ويليس” أستاذ مساعد بقسم التاريخ في جامعة كولورادو الأمريكية إن عملية ما تسمى بعاصفة الحزم لا ترتبط بسياسة اليمن الداخلية فقط. بل إنها ترمز لتحول سياسي أوسع في المنطقة مرتبط بشكل كبير بصراع ثورات الربيع العربي مع الثورات المضادة لها. إلا أن معضلة الطائفية تشوش الرؤية الواضحة للسياق السياسي للأزمة اليمنية، بحسب ويليس.
وفي سياق دعم السعودية للثورات المضادة ، قالت مؤسسة “بروكينجز” الأمريكية للأبحاث ان العائلة المالكة السعودية تتبنى إستراتيجية معاكسة لمسار ثورة 25 يناير في مصر، وتعمل على استعادة وترسيخ الحكم العسكري السلطوي الحليف العربي الأكثر أهمية بالنسبة لها.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، يعتقد السعوديون أن الانقلاب المصري قلص مخاطر الاضطرابات داخل المملكة إلى حد كبير، من خلال إنهاء النموذج الخطير للديمقراطية الذي شهدته مصر. وبطبيعة الحال، يتحمل السعوديون الآن عبء إبقاء جنرالات مصر في مناصبهم، وهو خيار مكلف للغاية، لاسيما في ظل انخفاض أسعار النفط.