السعودية / نبأ – السعودية تريد هدنة بشروطها، هذا ما توحي به تصريحات عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الجديد. خلف سعود الفيصل أعلن أن بلاده تتباحث مع من أسماهم شركاءها في التحالف وقف العمليات الجوية في بعض المناطق اليمنية وفي أوقات محددة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية،
مؤكدا في الوقت نفسه أن السعودية ستتعامل مع أية تحركات عدوانية تعرقل هذه الجهود باستئناف القصف الجوي. كما أعلن الجبير أن الرياض تعتزم إنشاء مركز موحد على أراضيها مهمته تنسيق الجهود الإنسانية.
هذا الإعلان يشير بوضوح إلى نية السعودية إخضاع عمليات الإغاثة للإبتزاز، من جهة لا تنوي المملكة وقف إطلاق النار في المناطق كافة، ما يعني أن أجزاء من اليمن ستبقى عرضة للقصف العشوائي سواء الجوي منه أم المدفعي.
ومن جهة أخرى تلوح السعودية باستئناف القصف إذا ما واصلت القوات المشتركة معاركها ضد ميليشيات الرئيس الفار وعناصر القاعدة، تلويح سبق له أن ترجم عمليا عقب إعلان الرياض ما أسمته وقف عاصفة الحزم وبدء إعادة الأمل التي لم ترتدع عن جريمة ولم تحي أملا.
والأهم أن المملكة تجعل نفسها قطب الرحى في العمليات الإنسانية المنتظرة، أي أن أية دينامية من هذا القبيل يجب أن تمر عبر الرياض، وبالتالي من المحتوم منع أطراف كثيرين من المشاركة في إغاثة الشعب اليمني لدواع سياسية.
سياسة الإبتزاز ما تزال مستمرة على الرغم من تصاعد الدعوات إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، آخر المطالبات سجلتها الأمم المتحدة بحضها السعودية على وقف عملياتها وتحذيرها من خطورة الوضع الإنساني.
وضع أصبح مأساويا في الوقت الراهن بحسب ما أكدت بيانات وتصريحات منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر، المنظمتان الدوليتان أشارتا إلى عواقب مروعة لاستمرار الغارات السعودية، داعيتين إلى وضع حد للهجمات على شرايين الحياة والسماح بإصلاح المطارات.