السعودية / نبأ – لم يعد الأميركي بالنسبة للرياض وحلفائها الخليجيين، كما كان عليه في السنوات الماضية. الحامي والضامن لأمن هذه المشيخات وأدوارها الإقليمية، ينعطف اليوم في تبدل سياساتها الدولية، وينحسر ببطء عن الشرق الأوسط، لتبدأ رجلة البحث الخليجية عن بدائل مساندة لمكافحة ما تسميه تأثيراً إيرانياً على المنطقة.
في هذا السياق يضع كثير من المراقبين الحضور الفرنسي، والتقارب الخليجي من باريس وتقديم هذه العلاقة بتلك الصورة البارزة، حيث لم يسجل من قبل حضور رئيس غربي قمة لمجلس التعاون الخليجي، كما فعلت قمة الرياض التي استضافت الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند، كضيف شرف.
التوقيت يحمل دلالة ليست بالسهلة، وكأن كلاً من الرياض والدوحة تريدان توجيه رسالة للبيت الأبيض قبل اجتماع كامب ديفيد، مفادها أننا لدينا من يبيع بعائدات الغاز والنفط السخية أسلحة متطورة يرى الخليجيون في حيازتها ضرورة لتحقيق الردع والتوازن مع طهران.
هذه الرسالة خلف افتراش السجاد الأحمر للرئيس الفرنسي، تؤكدها صحيفة لوموند الفرنسية، بوصف الخطوة كتحية للموقف المتفرد لفرنسا من أزمات المنطقة ولا سيما سورية، مقابل خيبة أمل واشنطن الذاهبة إلى توقيع الإتفاق النووي مع طهران. الفرنسيون بدورهم ينظرون وفق لوموند بعين الرضى على التقدير الخليجي لإخلاص الإليزيه لهم، وبحسب مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي تنقل الصحيفة الفرنسية، مشاركة باريس للمخاوف الخليجية من رفع العقوبات عن إيران.