مقدمة المسائية | أوباما شرح وأفصح، وقال بوضوح ما تريده الولايات المتحدة

رسالتان من كامب ديفيد إلى شيوخ الخليج:
الاستقرارُ الإقليميّ سيكون قائماً، وسيتعزّز أكثر مع الاتفاق النّووي الإيراني.
والحلول السّياسيّة هو الخيارُ الثّابت لنزْع فتيل الأزمات في المنطقة.

الرّسالتان واضحتان، رغْم طوْل البيانِ الختاميّ للقمّة. أوباما شرحَ وأفصحَ، وقال بوضوحٍ ما تريده الولاياتُ المتّحدة. اتّفقنا أو اختلفنا. إلا أنّ الغموضُ الذي يلفّ دول مجلس التّعاون الخليجيّ يجعلهم في مهبٍّ دائم للرّياح المتقلّبة.. تقلّبٌ يُظهِرهم تارةً أشدُّ حرصاً على قتال إيران، وتفجير سوريا، وتفخيخ العراق، وإنزال الدّمار على اليمن.. ويُظهرهم تارةً أخرى – كما في بيان القمة – أشدُّ حرصاً على علاقاتٍ طبيعيّة مع طهران، وحريصين على محاربة الإرهاب في سوريا، وإعادة السفارات في بغداد، والحلّ السياسيّ في اليمن…
تقلّبٌ وانقلابٌ لا يمكن تفسيره لا يفسِّره إلا انقلاب أوباما عن موقفه قبل القمّةِ الذي أكّد فيه بأن مشكلة دول الخليج نابعةٌ من داخلها، وأنّ هناك ضرورةً للإصلاح السياسيّ. موقفٌ لم ينفع صراخ الحقوقيين ولا رسائل المنظمات لكي يُكرِّره أوباما في القمة، ويُسمعه الوفود الخليجيّة.. الأمرُ الذي يعني أنّ المصالح – أبداً – لن تتقدّم على الحقوق والقيم الديمقراطيّة، ومهما اهتزّت منصّات الأميريكيين أو تأزّمت مضائق الطاقة في الخليج.