قناة نبأ الفضائية نبأ
نبأ – في الوقت الذي تواصل فيه حكومة محمد بن سلمان إثقال كاهل المواطنين بالرسوم والضرائب، يلجأ كثير من السعوديين إلى خيارٍ مختلف لمواجهة رسوم الأراضي البيضاء. فقد شهد شهر أغسطس ارتفاعًا لافتًا بنسبة 50% في تسجيل الهبات العقارية، بعدما قرر المواطنون منح أراضيهم لأقاربهم، هربًا من دفع أموال يرون أنها تذهب إلى خزينة آل سعود بدلًا من تحسين أوضاعهم المعيشية.
هذه الثغرة القانونية، التي تسمح بتمرير الأراضي كهبات بين الأقارب دون دفع الرسوم أو ضريبة التصرفات العقارية، كشفت عن فشل النظام في إدارة ملف العقار. فبينما يضيّق على عامة الناس، تترك الأبواب مشرعة أمام كبار الملاك والأمراء للتحايل والتهرب، سواء عبر صفقات شكلية أو توزيع الملكيات بين شركاتهم، في مشهد يفضح حجم الفساد البنيوي.
الأزمة لا تقف عند حدود الجباية، بل تعكس سياسة مناطقية؛ إذ يتركز احتكار الأراضي في الرياض والمناطق النجدية، فيما تعاني الأحساء والقطيف والجنوب من أزمة سكن خانقة وتهميش مزمن.
ويبقى السؤال: لماذا يُفرض على المواطن دفع الرسوم والضرائب، بينما يُعفى الأثرياء والأمراء من أي التزام، سوى المزيد من النهب والتحايل؟
