أخبار عاجلة

الشيخ عبد الكريم الحبيل: ما يجري هو نتيجة طبيعية للغة الخطاب التكفيري البغيض

السعودية / نبأ – أكد الشيخ عبد الكريم الحبيل استنكاره للجريمة الإرهابية في مسجد الإمام علي (ع) في بلدة القديح في القطيف شرق السعودية، مشيراً إلى أنّ الجريمة النكراء شكّلت حدثاً غطّى على كل الأحداث.

وتوجه الشيخ الحبيل خلال خطبة الجمعة اليوم في مسجد العباس بالربيعية، في خطبته إلى الحكومة وإلى المسؤولين السعوديين، معتبراً أنّ ما جرى هو نتيجة طبيعية للغة الخطاب التكفيري البغيض، كما توجّه إلى وسائل الإعلام والمنابر لعدم تحميل أبناء الطائفة، أو المذهب الإمامي الإثنا عشري، ما يجري بين الحكومة والآخرين من خلافات سياسية.

كما توجّه سماحته إلى المؤيدين إلى ذلك التفجير بأساليب خبيثة، وإلى أهل التكفير والإرهاب، قائلاً أنّ هدفهم تبرأة أنفسهم من الجريمة وتشجيع الدواعش على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الأبرياء.

ودعا الحبيل إلى أخد كامل الإحتياطات إلى جانب رجال الأمن في ظل نوايا التكفيريين الإرهابية ضد مساجد وحسينيات وتجمعات الطائفة.

وأكد أن الطائفة الشيعية مكون أساسي من مكونات الوطن، متوجها إلى الحكومة وإلى المسؤولين، وأكّد أنّ الدولة هي المسؤولة عن أمن مواطنيها وسلامتهم وسلامة النفوس والأديان والأعراض والأموال، قائلاً: "نحن أبناء الطائة الشيعية الكريمة مكون أساس من مكونات هذا الوطن، وقد توعد أمننا وسلامتنا أؤلائك التكفيروين القتلة، ومنذ فترة طويلة وهم يتوعدون".

وذكّر الشيخ الحبيل بحادثة الدالوة التي إستخدم فيها التكفيريون الأسلحة الرشاشة على المواطنين خلال تواجدهم في حسينية، وأشار إلى انّهم عادوا وإٍستخدموا الحزام الناسف في جريمة القديح، محذراً من أنّ يستخدموا أساليب أكثر دموية من خلال سيارات مفخخة في المنطقة الشرقية.

وأوضح سماحته أنّ "على الدولة أن تضع خطة أمنية مشددة لحفظ مدننا وقرانا وتعجمعاتنا"، مشدداً على أنّ "تلك هي مسؤولية الدولة".

وإعتبر أنّ "ما جرى هو نتيجة طبيعية للغة الخطاب التكفيري البغيض والذي للأسف الشديد سيطر ولفترة طويلة، على وسائل إعلامنا ومنابرنا، بل ومناهجنا، فلا بد من القضاء على كل منابر التكفير  والتحريض الطائفي البغيض، وتجريمها وإحترام كل المذاهب الإسلامية، والمذهب الإسلامي الإثنا عشري بالأخص، والإعتراف به وبحميع مؤسساته الدينية".

ووجّه الشيخ الحبيل بـ "وضع خطط تربوية وأخلاقية هادفة لنشر المحبة والأخوة والتلاقي والتآخي والتلاحم بين أبناء هذا الوطن العزيز، وليشعر كل واحد من أبناء هذا الوطن الشيعي ومنهم السني في أي مدينة من مدنة أو أي قرية من قراه أنه يحل بين أخوانه وأحبابه وأهله"، مؤكداً أنّ "هذا لا يتأتى إلا بوضع خطط تربوية أخلاقية تقوم عليها وسائل الإعلام والمنابر والمناهج والمدارس، وكل وسائل التوعية والتبليغ والتوجه والإرشاد في المجتمع".

ودعا إلى "سرعة تنفيذ القصاص من أولئك القتلة المجرمين انطالاقاً من قوله تعالى ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، وإلى "عدم إقحام الإختلاف المذهبي بين أبناء الوطن في الخلاف السياسي بين الدولة والدول الأخرى أو الأحزاب والمنظمات الأخرى، والمعتقدات عن تلك الخلافات السياسية، وتحجيم الخلاف السياسي".
 
وأكّد سماحته أن ظاهرة تحميل أبناء الطائفة، أو المذهب الإمامي الإثنا عشري ما يجري بين الحكومة والآخرين من خلافات سياسية وتحميلها المذهب والطائفة، يجر إلى الويلات وإلى الفتن وسفك الدماء.
 
وللتنظيم الإرهابي، توعّد سماحته بالثأر للشهداء وأسر الشهداء، قائلاً: "أيها المجرمون القتلة يا عديمي الضمير والإنسانية إن كنتم تظنون أن تهديدكم أخافنا أو أرعبنا او زلزل ذرة من عزيمتنا وإرادتنا وصمودنا فكلا وألف كلا..".

ولفت الشيخ الحبيل إلى "أكذوبة أنّ الدواعش صنعت بأيادي شيعية أو أنها صنيعة إيرانية أو أن تلك الجريمة ورائها إيران والشيعة أنفسهم"، وتوجه لأصحاب تلك الدعاوي الخبيثة قائلاً: "هم من التكفيريين وهم من الدواعش الإرهابيين بل هم شركاء في الجريمة النكراء، وهدفهم تبرأة أنفسهم من الجريمة وتشجيع الدواعش على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شيعة أهل البيت، مؤكداً أنّ صاحب هذا الفكر "يرتكب كل أنواع التكفير في خطابه وإعلامه وكتبه ويخرج من تحت منابره آلاف الشباب من ذوي الفكر التكفيري الضال وينشرهم في ربوع العالم الاسلامي".

وتسائل الشيخ الحبيل: "من أسس القاعدة، وطالبان، وبوكو حرام، وجبهة النصرة، والهجرة والتكفير، وأنصار السنة، وحركة الشباب الصومالية وقاعدة اليمن وفتح الاسلام وجيش الصحابة و… الخ؟ ومن بين من خرجت هذه التنظيمات ؟ ومن هم قادتهم وأفرادهم ومقاتلوهم وأنصارهم؟ هل قادتهم وأنصارهم وعناصرهم هم الشيعة؟ ومن يتعاطف معها؟

وتابع: "أولمّا ذقتم ذرعاً بزبالة أفكاركم الخبيثة وخطبكم التكفيرية؟ أردتم أن تطرحوا زبالتكم على أبواب الآخرين..".

وأخيراً توجّه سماحته إلى أهالي المنطقة والمؤمنين لأهل بلدنا الحبيب، وأهاب بالتفاعل الكبير مع حادثة تفجير مسجد في القديح،  والحضور الجماهيري المهيب، ورأى أنّ ذلك يدل على روح الاخوة والتكافل الاجتماعي.

وشدد الشيخ الحبيل "أنه علينا أن نحمي أنفسنا ومساجدنا وحسينياتنا وكال تجمعاتنا وبالتعاون مع رجال الأمن، قائلاً: "نحترم رجل الأمن ونحبه"، وقال: "علينا أن نأخذ كامل احتياطاتنا بتشكيل لجان تحافظ على مواقعنا وأماكننا والتي تحرس المساجد والحسينييات".