السعودية / نبأ – لدى استحضار المسؤولين عن تفجير مسجد الإمام الحسين بالدمام، لا يمكن التوقف عند المتبني المعتاد لمثل هذه الجرائم تنظيم داعش التكفيري. ثمة شريك غير مباشر لا تقل مسؤوليته عن مسؤولية داعش، ألا وهو العجز الذي يوزعه النظام السعودي في كل اتجاه.
عاجز هو هذا النظام عن اتخاذ خطوة جريئة تجرم الطائفية وتخرس أبواق الفتنة والتحريض، وترسم لمتعصبي المؤسسة الدينية حدوداً لا تسمح لهم بالتجاوز واستباحة دماء الناس وأمنهم واستقرارهم، عاجزة عن النهوض بهذه المؤسسة في خطة إصلاحية تطال المناهج التعليمية والخطاب الديني المتزمت.
عاجز هو هذا النظام أمنياً، فلم يفلح في منع مواطنيه من السفر إلى مواطن القتال والإنضمام إلى التنظيمات التكفيرية لا سيما في كل من العراق وسورية، فوقف متفرجاً أمام أبنائه المعبئين بخطاب التكفير المنتشر داخل المملكة، ليشكل الشباب السعودي خزاناً لهذه التنظيمات.
كما عجز هذا النظام عن ضبط التكفيريين على خط التصدير، عجز كذلك عن توريد إرهابهم إلى الداخل، إرهاب يتنقل من الحد الشمالي إلى المنطقة الشرقية مروراً بالعاصمة الرياض، منطقة الشرقية باتت بفعل ثلاثة تفجيرات متتالية أشبه بمنطقة تعيش حالة الحرب، دون أن يحقق هذا النظام أدنى حالات الإطمئنان لشعبه، أو حتى أن يبدي جدية وحساً عالياً بالمسؤولية.
لا تمتاز المناطق الجنوبية في المملكة، لجهة العجز الذي يطالها هي الأخرى، بفضل الحروب الظالمة وغير المبررة، المختلقة على أيدي أمراء الطيش والعنجهية ضد الشعب اليمني. جيوش وطائرات وأجهزة أنفق عليها المليارات، وتدريبات ومناورات لا تنقطع، كل هذا الذي لم يغن عن أمراء هذا النظام شيئاً، كاف لإقناعهم أن الداء يكمن في السياسات والإستراتيجيات الخاطئة، لا ببناء القوة الخاوي.