السعودية / نبأ – هي اللحظات الأخيرة مع الأحبة، تمتزج دمعة الأسى بالفخار، ويختلط انكسار الفراق بعزة الشهادة. تشييع الشهداء استحال عرساً وزفافاً، حمل المحبون الورود وصور أربعة شبان بعمرها، وفي منزل الشهيدين الأربش كرم الأهل والأصدقاء أم محمد وعبدالجليل، مهنئين إياها على وسامين من أوسمة الشهادة.
في مغتسل سيهات حيث كانت المحطة الأخيرة لجثامين الشهداء وقفت الحاجة فاطمة، تخاطب محمد وعبدالجليل.
وفي الخارج كانت جموع المشيعين تتوافد استعداداً للمشاركة بوداع الشهداء، حشود غفيرة تداعت وفاء لحماة الصلاة، وعهد من هؤلاء، أن لا ركون ولا ضعف ولا تراجع أمام الجناة ولا استسلام أمام التكفيريين القتلة.
من الدمام والقطيف حضروا إلى سيهات، ثلاثة آلاف متطوع، جمعتهم اللجان الأهلية لتنظيم الوداع المهيب لشهداء مسجد الإمام الحسين، قبل أن تعلن اللجنة التنظيمية إغلاق المداخل والشوارع الرئيسية في مدينة سيهات.
من الساعة الواحدة ظهراً بدأت ساحة الوفاء باستقبال المشيعين. وشعارات المشاركين ولافتاتهم جمعت إلى صور الشهداء الأربعة، عبارات التنديد بالإرهاب والتكفير والخطاب الطائفي.
هنا استعاد الأهالي مشهد التشييع في القطيف، كلما أوغل المجرمون قتلاً وتفجيراً، لم يكن ليزيد هؤلاء الناس إلا إيماناً وثباتاً وعزيمة، تتجدد الرسالة في سيهات.