اليمن / نبأ – ما الذي يمكن أن تقود إليه محادثات الحوار اليمني في جنيف، خاصة أنها تأتي في ظل استمرار العدوان وتشبث الطرف المحسوب على العدوان السعودي بمطالبه رغم خسارته الواضحة في الميدان؟
بعد مرور نحو ثمانين يوماً على بدء العدوان السعودي بطلب من الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، لم يستطع الأخير العودة الى البلاد كما يريد السعوديون.
في دراسة نشرها معهد الشرق الأوسط اعتبرت الباحثة تشارلز شميتز أن التفاوض دونه عقبات قبل أن يتم التوصل الى تسوية.
اذ ان مصالح الاطراف شديدة التناقض، فالسعودية وحلفاؤها اليمنيون يريدون إعادة تأسيس مبادرة مجلس التعاون الخليجي في اليمن، وإعادة هادي رئيسًا ونزع سلاح حركة انصار الله.
في المقابل فإن الحركة وعلى الرغم من الحملة الجوية الكبيرة ضدها، ما زالت مع الجيش اليمني تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن، وهي بحسب الدراسة تريد وحلفاؤها ضمان أمنهم في مرحلة ما بعد الحرب بالإضافة إلى وزنهم السياسي في الشمال.
أما في الجنوب، فالأمر متناقض أكثر، إذ ان القوى الجنوبية، ترفض المفاوضات قبل تنفيذ قرار مجلس الأمن، وفي نفس الوقت ترفض هذه القوى حكومة هادي.
وتنذر الفجوة الواسعة بين المواقف بمفاوضات مطولة دون الكثير من الحلول على أرض الواقع، في الوقت الذي تتطور فيه أزمة إنسانية واسعة النطاق.
أما بالنسبة للسعوديين، فالحرب أوسع من اليمن، وهي تتعلق بإضعاف أي نفوذ ايراني قد ينشأ هناك، وهم يريدون إعادة حكومة هادي، وإعادة ترتيب الأوضاع قبل سيطرة أنصار الله على صنعاء.
وتنهي الدراسة بالإشارة إلى أنه في أحسن الأحوال، فإن محادثات جنيف تتيح مجالا لجهود إغاثة أكثر فعالية لتخفيف المعاناة الحادة في اليمن. لكن التسوية السياسية تواجه العديد من التحديات الصعبة، ما يتطلب عدة أشهر من التفاوض الصعب.