الكويت/ نبأ- قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير حمل عنوان "دول الخليج تتشارك صدمة الهجوم الإرهابي على مسجد في الكويت"، ان صدى الهجوم الإرهابي تردد في الدول الخليجية المجاورة، والتي تشاركت طويلا وجهة النظر العالمية والمخاوف من أن تنظيم داعش يتربص بهم.
وأعلن مسؤولون كويتيون، السبت، القبض على أشخاص على علاقة بتفجير مسجد الإمام الصادق الجمعة، والذي أسفر عن مقتل 27 شخصا وإصابة 200 آخرين، ما دفع لتشديد الإجراءات الأمنية في أماكن العبادة من الشارقة للدوحة فيما تم تكثيف الخطاب الموجه ضد التنظيم في جميع أنحاء المنطقة.
المسؤولون في الكويت صرحوا طويلا بأن هجوما على شاكلة هجوم الجمعة سيكون من الصعب إيقافه، فالهجوم وقع في شهر رمضان المبارك حيث من المرجح أن يكون التأمين أقل من المعتاد، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة فعلا.
تنظيم داعش لم يخف نواياه بشن هجمات خلال شهر رمضان، لاسيما مع تصريحات المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني العام الماضي مطالبا بشن هجمات في الأسابيع الثلاث المتبقية خلال شهر الصيام، الأمر الذي سيؤدي لنِعم أكبر في الحياة الأخرى – على حد قوله.
وتعد الكويت معقلا لأحد أكبر المجتمعات الشيعية في دول مجلس التعاون الخليجي، ودائما ما يطلق قادة داعش عليهم أنهم "هدفا شرعيا" لهم، فالشيعة هم الخصم الأبرز لداعش على مدار الأعوام الثلاثة الماضية من مجازره وخلال العقد الذي سبق الإطاحة بديكتاتور العراق صدام حسين، والذي أفقد السنة نفوذهم في البلاد.
بالنسبة لداعش، تذهب خطايا الكويت لما هو أبعد من مجاورة الشيعة، فقد ظلت الكويت واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم خلال احتلال العراق فضلا عن دعمها للحملة الجوية التي بدأت في أغسطس الماضي ضد معاقل التنظيم، حتى وإن لم تشارك بقواتها المسلحة.
الإمارات والبحرين وقطر أرسلت مقاتلات مروحية لضرب أهداف تنظيم داعش في العراق، على الرغم من أن مجهوداتهم بدأت تتضاءل أواخر العام الماضي، وتجنب غالبيتهم الإعلان عن مشاركتهم، خشية إثارة تهديدات داخلية عنيفة .
أما مجلس التعاون الخليجي فيرى أن تنظيم داعش يمثل "تهديدا وجوديا" لأعضاءه ويخاف بشكل خاص من التنظيم، الذي ينظر إليه باعتباره آلة لتعزيز أهداف سياسية إن لم تستطع الدول فعل ذلك.
ومنذ عام 2013، استغل داعش المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، لترسيخ موطئ قدم له في الشرق الأوسط وإرسال وتدريب المتشددين لبلادهم مرة أخرى ليعيثوا فسادا.
ويعتقد أن 800 كويتي سافروا للانضمام لتنظيم داعش، ويُعتقد أيضا أن عدة مئات منهم عادوا لبلادهم مرة أخرى، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان المفجر الانتحاري صاحب هجوم الجمعة، مقاتلا عائدا أم أنه مواطن محلي أم يحمل جنسية أخرى.
بالرغم من ذلك، يصنع تنظيم داعش الكثير من خلال تجنيد متشددين متمرسين في القتال سيزرعون فكرا خبيثا زرعه التنظيم في مناطق أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فالتنظيم لديه فعليا مناصرين نشطاء في مصر واليمن وليبيا وتونس، جميعهم أقسموا الولاء لقائد التنظيم أبو بكر البغدادي، بل وتحاول كسب زخم داخل الدول الخليجية.
ومن بين جميع الأنظمة الاستبدادية الخليجية، تُعد الكويت إحدى أكثر الدول صاحبة البنى الأمنية الفعالة، لكن الإمارات أفضل منها، ويعزى ذلك إلى أن حكام البلدين يخشون تهديدات الإسلام السياسي، الأمر الذي جعلهما على خلاف مع قطر، التي تدعم جماعة الإخوان المسلمين في شتى أنحاء المنطقة.
التهديد المعتاد من تنظيم داعش، على الرغم من ذلك، قاد الدول الخليجية لتنحية الخلافات جانبا وتقديم فكرة إنشاء جبهة موحدة ضد الهجمات الثلاثة التي ضربت تونس والكويت وفرنسا الجمعة.
وحذر مصدر مقرب من التنظيم في تصريحات للأوبزرفر الأسبوع الماضي "إنهم يخططون لشئ كبير، ويمتلكون الآن إمكانات لم تكن لديهم منذ 6 أشهر وهم مصممون على أن يظهروا لكم ذلك".
المصدر قال أيضا، إنه في الوقت الذي تسببت فيه غارات التحالف الدولي في مقتل عدد من قادة التنظيم وجعل التواصل بين خلاياه أكثر صعوبة، فهي لم توقف داعش عن تأمين أرض استراتيجية فضلا عن دعوته لحشد المقاتلين في المنطقة.
واختتم تصريحاته بالقول "هم يحبون استغلال رسالة أن المسلمين تحت التهديد من الأمريكيين مرة أخرى، وهذا ما يساعدهم على تجنيد أفراد جدد".