اليمن / نبأ – بصوته البطيء والمتقطع يروي الصعيدي وليد الأبي خسارته زوجته وأربعة من بناته في غارة جوية استهدفت منزله .. لا يريح الحزن صوته كما لم تفارق الدموع عينيه وهو يعرض مشاهد انتشال جثث سبعة وعشرين فردا من عائلته بينهم سبعة عشر ولدا قضوا في غارة جوية استهدفت منزله.
في التقرير الأخير الذي نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش حول الأوضاع الإنسانية في اليمن.. والمؤلف من سبعة وأربعين صفحة .. تسجيل لاعتداءات طيران العدوان السعودي على اليمن التي بدأتها السعودية بالإضافة إلى ثماني دول أخرى من خلال عمليات القصف الجوي منذ أواخر شهر مارس الماضي.
وحوى التقرير توثيقا لما يقل عن اثنتي عشرة غارة تسببت في تدمير أو إتلاف منازل مدنية وخمسة أسواق ومدرسة ومحطة وقود، رغم غياب الأدلة على استخدامها في أغراض عسكرية. كما تسببت تلك الغارات في قتل 59 شخصًا تفيد التقارير بأنهم كانوا من المدنيين بينهم 35 طفلاً على الأقل.
يقول التقرير أن الغارات المكثفة على مدينة صعدة شمال اليمن تسببت بمقتل عشرات المدنيين وأن المنظمة سجلت مقتل ما لا يقل عن خمسين مدنيا في الضربات الجوية على صعدة معظمهم من النساء والأطفال.
ويعود التقرير إلى تاريخ الثامن من مارس يوم أعلن المتحدث باسم العدوان اعتبار صعدة منطقة عسكرية وأنه تم إنذار المواطنين بضرورة إخلاء تلك المنطقة.
تفسر المنظمة الإعلان بأنه خرق مباشر لقوانين الحرب التي تحرم الضربات التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين ليطالب بإجراء التحقيقات في جميع الانتهاكات لقوانين الحرب.
يلفت التقرير أيضا إلى أن عددا كبيرا من سكان صعدة الذين لم يتمكنوا من مغادرتها يرزحون اليوم تحت القصف المكثف والمتواصل التي تلقي بقنابلها الجوية على مناطق مأهولة بالسكان ويؤكد أن لدى هذه المتفجرات القدرة على احداث الدمار لمساحات كبيرة مما يؤدي إلى ارتفاع في نسبة الضحايا المدنيين.