إيران / وكالات – انتقد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف التصريحات الاخيرة لنظيره الاميركي، واعتبر عهد التهديد بانه ولّى، داعيا الاميركيين للتخلي عن اسلوبهم القديم بالتعامل بلغة التهديد.
جاء ذلك في بيان اصدره الوزير ظريف ردا على التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري، معتبرا ما طرحه كيري بانه اشارات ناقصة.
واكد ظريف بان مقاومة الشعب الايراني امام مختلف الضغوط الدولية ارغمت واشنطن على التخلي عن اسلوب المواجهة واللجوء للدبلوماسية، لافتا الى ان وزير الخارجية الاميركي اشار بصورة ما الى هذه المسالة.
وقال وزير الخارجية الايراني، مثلما اعلنا مرارا فان مقاومة الشعب الايراني امام مختلف الضوط الدولية الرامية للتخلي عن البرنامج النووي، ومتابعة حقوقه على اساس معاهدة "ان بي تي" والتي تبلورت في الملحمة السياسية للانتخابات الرئاسية (عام 2013) بمشاركة 73 بالمائة من الناخبين قد ارغمت اميركا تاليا على التخلي عن اسلوب المواجهة والتركيز على حل وتسوية القضية عن طريق المفاوضات وهو ما اشار اليه السيد كيري بصورة ما.
وانتقد ظريف تهديدات المسؤولين الاميركيين خلال الايام الماضية حول اللجوء الى الخيار العسكري ضد ايران واكد بانه عليهم التخلي عن لغة التهديد والحظر ضد الشعب الايراني.
وتابع وزير الخارجية الايراني، للاسف ان وزير الخارجية الاميركي تحدث مرة اخرى عن الحبل المهترئ "قدرة اميركا على استخدام القوة العسكرية".
واضاف، ان السيد كيري يعلم جيدا بانه سمع خلال فترة المفاوضات عدم جدوى هذه التهديدات الفارغة ضد الشعب الايراني ومقاومته امام مثل هذه الاجراءات.
واعتبر ظريف مثل هذه التصريحات بانها تعود للقرن الماضي وانها مناقضة لقواعد القوانين الدولية واضاف، لقد اقر (كيري) بنفسه وسائر المسؤولين الاميركيين مرارا بان هذه التهديدات لا تاثير لها على ارادة الشعب الايراني وان الاوضاع ستتغير لما يعود بالضرر عليهم.
ونصح وزير الخارجية الايراني المسؤولين الاميركيين بالتخلي عن لغة التهديد والحظر ضد الشعب الايراني "لذا فمن الافضل للاميركيين نسيان عادتهم القديمة وان يتخلوا مرة واحدة والى الابد عن لغة التهديد والحظر ضد هذا الشعب العظيم".
وحول شعار "الموت لاميركا" الذي يطلقه الشعب الايراني اكد ظريف بان الشعب الايراني شعب واع وفطن ولا يطلق الشعارات جزافا، معتبرا موقف الشعب الايراني هذا بانه يعود لمجمل السياسات الاميركية على مدى اكثر من 60 عاما ومنها "الانقلاب على الحكومة الديمقراطية ودعم حكومة الانقلاب في العام 1953 والدعم الشامل لنظام بهلوي ودعم نظام صدام حسين في جرائمه التي لا تحصى ضد الشعبين الايراني والعراقي ومنها استخدام الاسلحة الكيمياوية، والاعمال العدائية ضد الشعب الايراني ومن ضمنها الاتهامات التي لا اساس لها ضد البرنامج النووي الايراني السلمي وفرض اجراءات الحظر الظالمة والعمياء ضد هذا الشعب".
واكد وزير الخارجية الايراني ضرورة الفصل بين تعهدات ايران تحت وثيقة خطة العمل المشتركة الشاملة وبين نص القرار المؤيد لهذه الوثيقة ولفت الى ان كيري خلط بين الامرين.
وحول تصريحات وزير الخارجية الاميركي بشان دعم ايران لحلفائها الاقليميين قال، ان بعض ما طرحه (كيري) حول اجراءات الجمهورية الاسلامية الايرانية الاقليمية ودعمها لحلفائها الاقليميين المتواجدين في الخط الامامي في محاربة داعش والتطرف، لا علاقة له ابدا بالاتفاق لذا فانه مثلما طرح في بيان الخارجية في 20 تموز / يوليو ستستخدم الجمهورية الاسلامية الايرانية كل امكانياتها في محاربة داعش والتطرف في المنطقة.
واكد سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية الموحدة حول مختلف القضايا ومنها العلاقة مع اميركا في اطار تصريحات قائد الثورة الاسلامية واضاف، انه على مسؤولي واشنطن عدم متابعة اخطائهم السابقة الرامية لاثارة الخلاف بين المسؤولين الايرانيين.
واضاف، ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية حول القضايا الاقليمية والعلاقة مع اميركا واضحة تماما ويتابع مسؤولو البلاد الى جانب الجيش والحرس الثوري والقوات المسلحة في اطار تصريحات سماحة قائد الثورة الاسلامية في مختلف القضايا سياسة موحدة ولا اختلاف بين المسؤولين المدنيين والعسكريين.
وقال، ان محاولة بث الخلاف بين مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية محكومة بالفشل نظرا لدقة ويقظة المسؤولين والشعب الايراني الواعي، ومن الافضل للمسؤولين الاميركيين عدم تكرار اخطائهم السابقة.