هل تنجح واشنطن في طمأنة السعودية حيال النووي الإيراني؟

السعودية / نبأ – يُشير الباحث فريديريك ويري إلى محاولاتٍ أمريكية لتحجيم دور إيران في الخليج، في سياق المحاولات المستمرة لطمأنة الحلفاء الخليجيين، إلا أنه يؤكد أنّ هناك مبالغات بشأن الحديث عن الدور الإيرانيّ في تأزيم الصراعات، مشيرا إلى أنّ هناك جذوراً محليّة للصراع في المنطقة يتم التغافل عنها.

وكان الرئيس أوباما كرّر في أكثر من تصريح صحافيّ بأنّ المشكلة الحقيقيّة في دول الخليج تكمن في داخل هذه الدول، وخاصة لجهة عدم الاستجابة إلى تطلعات الشّباب، إضافة إلى لجوء الأنظمة في الخليج إلى سياسة التهميش. وجدّد أوباما موقفه بأنّ الضفة الإيرانيّة لا تمثل خطراً حقيقيّاً، وشدّد على أن واشنطن لن تقع في الفخّ الخليجيّ الذي يجرّ المشاكل إلى تلك الضفة.

بالنسبة ل”ويري”، فإنه يظلّ مراوحاً في قراءة السياسة الإيرانيّة، من غير أن يجزم في أيّ اتجاه يمكن قراءة هذه السياسة خلال السنوات الماضية، وبعد إبرام الاتفاق النووي.

إلا أن الباحث المختص بالشؤون الخليجيّة يضع يده على مشكلة رئيسية في مجلس التعاون الخليجيّ الذي لا يملك آلية واضحة لإدارة الأزمات، وتجنّب الصراعات، وتقليص التوترات في المنطقة، فضلا عن عدم قدرته على تنظيم التنافس بين دول الخليج، والذي يُرشّح أن يأخذ مدى أوسع مع دخول إيران في المسرح الإقليمي والدوليّ بعد الاتفاق النووي.

يقترح “ويري” إيجاد ملتقى أمني إقليمي جديد، وأكثر شمولاً، في الخليج، يكون قاعدةً لبناء الثقة مع إيران. مقترحٌ لا يبدو أنه سيكون ممكناً من غير أن يكون هناك ضغط أمريكي على الحلفاء، ولعل جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري توفّر قدراً من هذا الضغط الناعم، إلا أن أمن الخليج لا يمكن أن يكون “من صُنع أمريكا”، كما يقول “ويري”، وهذا ما يفرض على الدول الخليجيّة أن تتخلى عن سياستها التأزيمية مع إيران، ولاسيما من جانب البحرين والسعودية.

لن يكون “ويري” حالماً عندما يتحدّث فرص يوفرها ملتقى التعاون الإستراتيجي المقبل بين أمريكا ودول الخليج، المزمع عقده في شهر سبتمبر المقبل على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. فهو يراه فرصة مثالية لأمريكا في البدء بمحادثات صعبة مع حلفائها في الخليج، ومن الممكن أن يكون مناسبةً في محادثات هادئة بين وزير خارجية أمريكا كيري ونظيره السعودي، وبما يفتح إلى تفعيل مبادرة دبلوماسية ثلاثية بين إيران والسعودية وأمريكا.