قطر / نبأ – الروايات المتناقضة لاجتماع الدوحة، كفيلة بحد ذاتها لإعطاء لمحة عن خارطة الإختلاف والتمايز الخليجية، فيما خص القضايا الإقليمية.
فبالنسبة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فإن اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي إلى نظيرهم الأميركي جون كيري، ناقش التصدي لسياسة إيران العدوانية في المنطقة، فيما يرى وزير الخارجية القطري خالد العطية أن الإتفاق مع إيران كان أفضل خيار بين خيارات أخرى للتوصل إلى حل لقضية البرنامج النووي الإيراني عبر الحوار، ويضيف العطية: نتطلع بأمل أن يؤدي الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد إلى حفظ الأمن والإستقرار في المنطقة، وأكد الوزير القطري بالنيابة عن نظرائه الخليجيين، على أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية.
ما بين سطور هذه التصريحات فرز للمواقع المختلفة التي برزت في المنطقة بعد توقيع اتفاق فيينا، تتمايز الدوحة ومعها الكويت ومسقط وإلى حد كبير الإمارات، عن موقف التعنت والتصلب الذي لا تزال تلتزمه الرياض ومعها المنامة.
ما بين إدانة إيران وهي موقف المجموعة الأخيرة وبين الإيمان بالحوار مع طهران، يبدو أن النظام السعودي بسياسته الصدامية نجح في إبقاء أجواء التوتر مرخية على المنطقة، خاصة عبر سياسة تسريع بيع الأسلحة التي استرضت واشنطن بها الرياض، برغم إدراك الأخيرة أن طريق الحوار هو الأوفر والأسرع لطمأنة ما تحتاجها المملكة، لا سيما وأن الوقت هو وقت التسويات السياسية المطلة برأسها على مختلف ساحات الإقليم الساخنة.