“تأمين الحدود” حرب السعودية الجديدة

نبأ: يسيطر هاجس الأمن الداخلي على اهتمام قيادة المملكة هذه الأيام، في وقت بات الجميع يعرف ان التهديدات على الحدود الشمالية والجنوبية ليست مجرد تهيؤات مختلقة لتبرير السلطة الأمنية وضع سياسة متشددة لضبط الأوضاع في الداخل السعودي.

خاصة بعد اعادة بندر بن سلطان رئيس المجلس الأمن القومي من التقاعد المبكر، ليتولى إدارة ملف داعش في العراق وسوريا. في إشارة إلى جدية الرياض في ضرورة أخذ الحذر من الجماعات التي ساعدت في تمويلها في سوريا والعراق، قبل أزمة اقترابها من الحدود مع المملكة وتهديدها للنظام القائم هناك.

حضور رجل الاستخبارات الأول، دفع الرياض لتعزيز تواجدها العسكري، على طول ألف كيلومتر من الحدود مع العراق، جاء ذلك بدفع إعداد كبيرة من قواتها على طول تلك المنطقة وتحويل الحدود إلى شبكة معقدة من الدفاعات الالكترونية والعسكرية تمتد على طول الحدود وبعمق عشرة كيلومتر داخل الأراضي السعودية، وترتبط هذه الشبكة بقاعدة عسكرية عملياتية في عرعر شمال السعودية.

تحصين عزاه مراقبون، لمنع أي محاولة امتداد لتنظيم "دولة الخلافة" داعش داخل الأراضي السعودية.

في المقابل، تواجه الرياض تهديدات الجماعات المسلحة على الحدود الجنوبية لاتقل شأنا عن مشاكل شمال البلاد، حيث يشكل الحوثيين والقاعدة تهديدا للأراضي السعودية، ماجعل المملكة تبني أطول سياج على حدودها مع اليمن للتقليل من أخطار الجماعات المسلحة.

قلق الرياض على أمن حدودها الشمالية والجنوبية، لا يقل كثيرا على الحدود الشرقية حيث تتركز المناطق الغنية بالنفط، المحفوفة بمخاطر أزمات الخليج المتوالية، بداية من الحرب الباردة مع طهران، وليس انتهاء بمحاولتها ضرب ثورة البحرين، هذا بالاضافة إلى توتر العلاقات السعودية الدائم مع قطر والكويت والإمارات وعمان، ما شكل دافعا قويا للمملكة لمحاولة بناء كيان أمني مع دول مجلس التعاون، وللقفز على فشلها في تليين الموقف الخليجي الرافض لفكرة الاتحاد حتى اليوم.

ووفقا لمصادر، لا يبدو الدعم السعودي القوي لمصر، بالدفع بمرشحها الخاص عبد الفتاح السيسي لكرسي الرئاسة، مجرد موقف سياسي أو فقط لمناهضة الإخوان المسلمين، وإنما وبالدرجة الأولى لأن الرياض والقاهرة قد عقدت حلفا أمنيا غير معلن يوم 21 يونيو الماضي، لمواجهة التهديدات الخارجية، خاصة انها جاءت بفرض ملكي، بعد نزول طائرة الملك عبدالله في مطار القاهرة الدولي لطلب المساعدة والتدخل العسكري في حال نفذت الجماعات المتطرفة تهديداتها ضد المملكة.

حلف الدولة القمعية والتي تم تصنيفها مؤخرا ضمن الأسواق ذات الأولوية في تجارة السلاح، بات مهددا من الجماعات المسلحة المتطرفة، والتي دعمتها مع دول خليجية ماديا ولوجستيا ضد أمن جيرانها. الأمر الذي حذر منه مراقبون، كون السعودية بدأت تقع في فخ صنع المشاكل بدل صنعها للحلول، ومحاولتها اشعال المنطقة ودفعها نحو الحروب الطائفية والاضطرابات.