اليمن / نبأ – مع اقتراب انتهاء العام الأول للحراك الثوري الذي بدأته حركة أنصار الله في سبتمبر الماضي، قدّت الحركة الذي تتصدّر المواجهة العسكرية ضد العدوان السعوديّ؛ تغييراتٍ جديدة في النهج العسكري المعهود.
العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة – بمعية الجيش واللجان الشعبية – للسيطرة على المحافظات اليمنية أثبتت أنها لم تكن يتبع استراتيجية عسكرية مباشرة .. بل لم تتجاوز في قتالها كونه ائتلافا عسكريا يعتمد على قاعدة بسيطة قوامها إغراق الجبهات بالعديد وكثافة النيران، وبالتالي إخضاع غالبية المديريات في مدة زمنية بسيطة نسبيا.
أثبت الميدان أن كل التهم التي ساقتها دول غربية وعربية حول دور إيراني في تسليح أنصار الله وتدريبهم ليست أكثر من شائعات سياسية. والأمريكيون أنفسهم نفوا هذه العلاقة العسكريّة.
المراجعة الميدانية لما حدث في عدن أيضا دفعت بالجيش اليمني وأنصار الله إلى اعتماد تكتيك عسكري جديد بالتراجع والسيطرة بالنار على طرق الإمداد الرئيسية والمعابر الطبيعية وغير الطبيعية بين المناطق، ومن ثم الدفع بمجموعات مضادة للدروع إلى داخل مناطق الخصم.
يقول محللون إستراتيجيّون إن الحركة قدّمت – ومنذ الحادي عشر من أغسطس الجاري – نسخة جديدة للحرب في اليمن. يومها كمنت قوات مجهّزة بصواريخ كورنيت الروسية، لكتيبة دبابات كاملة في منطقة كرش في محافظة لحج واستهدفت عدداً من آلياتها، وكذلك في «معسكر النصر» في خور مكسر في عدن، وعلى طريق العام بين عدن وأبين وداخل أبين أيضا.
مع تشابك المصالح في اليمن وغياب أي استراتيجيات واضحة للحل يقول مراقبون إن ثمة قلقا يتهدد الخصوم من تصعيد الصراع الحدودي إلى مستويات غير مسبوقة متجاوزة صاروخاً او اثنين في اليوم، مع إظهار القوات البرية السعودية عجزاً غير مفهوم برغم فارق القوة، عن تأمين مناطقها. وقبل ذلك تأمين ثكناتها الحدودية.