السعودية / نبأ – ليس المشهد الإجتماعي والمعيشي مختلفاً عن نظيره السياسي والأمني والإقتصادي في المملكة. هو نفسه نظام الفشل والحرائق يمدد نيرانه من السياسة إلى حياة المواطن داخل البلاد.
مواطن يجد نفسه وحيداً أمام أزمات لا تحظى بمبرر في بلد ينعم بالموارد النفطية، لكن طبيعة نظام الإستبداد والإستئثار لن تنعكس بالضرورة على غير شاكلتها.
ليست الحرائق المتزايدة هذه الأيام وشكوى المواطن من غياب المعالجة السريعة والجدية وحدها المشكلة، مواطن يفقد الثقة من سلطة غير قادرة على حماية حياته وحماية أرواح أطفاله من أزمة حفر مجاري الصرف الصحي التي لا تعني سوى مظهر من مظاهر الإستهتار بحياة الناس.
مظهر آخر يجلي عقم الطبقة المتسلطة في المملكة عن إثبات أدنى درجة من الإهتمام بحياة إنسان هذه البلاد، هو مظهر انعدام أية خطة ناجعة لوقف الموت اليومي على الطرقات جراء الحوادث التي تشكل ظاهرة فريدة في السعودية.
يكفي أمراء هذه البلاد نعيمهم في جنان الإصطياف، مخلفين لشعبهم حرباً عبثية في الجنوب، وتخبطاً سياسياً واقتصادياً في الداخل يزداد سوءاً مع إدخال المملكة في أزمة أسعار النفط المفتعلة خدمة للدول الكبرى، أزمة تثبت الوقائع كل يوم وآخرها هبوط الأسهم، أن الحقيقة ليست كما يحاول أن يوحي النظام السعودي بها على الدوام، عبر ترديد لازمة أن لا مخاوف من تأثير انخفاض أسعار البترول.