السعودية / نبأ – أثارت حادثة انهيار رافعة في الحرم المكي يوم الجمعة جدلا حول مشاريع التوسعة التي تجري في الحرم ومعها المشاريع العمرانية المحيطة به.
مراقبون يقولون إن النشاط العمراني المتزايد بدأ يفقد المدينة المقدسة طابعها الروحاني وحولها إلى مدينة تملؤها الأبراج الشاهقة التي تبعدها عن جذورها الثقافية والتاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية.
توسعة الحرم والتطوير العقاري ومشاريع البنية التحتية غيرت وجه مكة بالكامل في غضون سنوات.
عرفان العلوي المؤسس المشارك في مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي أعرب عن تخوفه من أن تكون مكة وهي المدينة التي ليست كسائر المدن قد تحولت إلى ما يشبه مانهاتن في نيويورك.
وقال العلوي إن الناس يزورون المسجد الحرام للعبادة والصلاة وللشعور بروحانية الوجود في بيت الله، لكن المكان بات اشبه بمنتجع سياحي مشيرا بشكل خاص الى انتشار الفنادق واحواض السباحة.
واضاف العلوي وهو من أبرز المنتقدين لمشاريع التنمية العقارية في مكة ان المكان يفقد روحانيته فهذا النوع من الترفيه لا تجده في أي مكان قريب من الفاتيكان مثلا في إشارة إلى المبالغة في التطوير العقاري المحيط بالحرم المكي.
كلام العلوي يدفع إلى الذاكرة بهجوم شنّه المعارض الإسلامي الجزائري علي بلحاج في العام ألفين وثلاثة عشر، حيث شهد الحرم مقتل عدد من الحجاج أيضاً. وحمّل بلحاج حينها النظام السعودي مسؤولية هذه الحوادث، مستنكرا استفراد حكام آل سعود بالتصرف في مكة كأنها ملك لهم في حين أنها، كما يقول، ملك للمسلمين داعيا الدول العربية والإسلامية للاضطلاع بدورها بالسيطرة على مراكز الحج.