السعودية / نبأ – على الحجاج أن يبتعدوا كل الإبتعاد عن الشعارات الطائفية والحزبية حيث أن الحج لا رفث فيه ولا فسوق. هذه هي دعوة مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ عشية موسم الحج لهذا العام. دعوة لم ير فيه مراقبون صوتاً جاداً وصادقاً إذ تصدر عن جهة لم يعهد بها الخطاب الوحدوي الذي يتخطى حواجز التفرقة والفتنة والخلاف بين أبناء الأمة الإسلامية.
تناقض يرتديه كلام آل الشيخ وأقرانه في سدة المؤسسات الدينية والسياسية بالمملكة، يضع دعوات مماثلة في مرمى تشكيك المنتقدين.
ربما الطائفية بنظر مفتي البلاط تتجسد فقط في أية وجهة نظر أو مذهب فكري أو قول أو ممارسة، تختلف مع منهج الحاكم ونظامه. تاريخ طويل يشهد على التزام ثابت وراسخ للمؤسستين الدينية والسياسية للنظام السعودي، بالطائفية والعصبية المذهبية وسياسة التكفير وبث الكراهية. سياسة لم تستثن منها مواسم فريضة الحج، وممارسات الهيئات الدينية مع الحجاج الذين لا تتوافق معتقداتهم مع آرائهم عند الأماكن المقدسة.
ليس بعيداً موقف آل الشيخ من الفيلم الإيراني عن حياة الرسول الأكرم، حين حشد المفتي العام التعابير الفتنوية والتكفيرية، قاذفاً أصحاب الفيلم بالمجوسية وأعداء الإسلام.
ألفاظ مماثلة إستخدمها آل الشيخ عشية الحرب على اليمن، ليستبيح دماء الشعب المسلم هناك، وليؤكد أن الطائفية التي يدعوا إلى محاربتها اليوم، ليست سوى منهج أصيل في فكر وممارسة مؤسسات هذا النظام.