السعودية / نبأ – بعد عامين من العلاقات الوثيقة، تتجه السياسات السعودية المصرية نحو التصادم على خلفية تطورات الازمة السورية الاخيرة.
ورغم بيانات المجاملة الرسمية، تقف الحكومتان في خندقين متقاتلين في مواجهة بعضهما البعض، وذلك بعد سلسلة اشارات اظهرت فتورا في العلاقات بين البلدين، وقد ظهرت منذ تولي الملك سلمان الحكم خلفا للملك عبد الله.
التدخل العسكري الروسي ضد الجماعات الارهابية في سوريا والذي لاقى ترحيبا مصريا، تنظر اليه الرياض بعين الشك والربية، ويرى مراقبون ان المسارعة المصرية التي الثناء على هذا التدخل يعني ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرر الابتعاد عن حليفه السعودي، او اتخاذه سياسة مستقلة عنه.
ويشير هؤلاء الى وجود تحدٍ امام السلطات المصرية الا وهو كيفية الموازنة بين الدعم المعلن للضربات الجوية الروسية الموجهة للجماعات الارهابية في سورية التي تقاتل لاسقاط النظام، والعلاقات الاستراتيجية التي تربطها بالسعودية، وبعض الدول الخليجية الاخرى؟
في المقابل فإن الرياض مصرة على موقفها السابق بإسقاط الرئيس الاسد ولا ترى له اي دور في مستقبل سورية، على العكس منها ترى روسيا، التي تعتقد ايضا ان البديل عن الاسد ونظامه هو الفوضى، وقيام جماعات ارهابية بملء الفراغ.
مصر من جهتها تتبنى وجهة نظر متقاربة مع الوجهة الروسية وهي تحاول جر دولة الامارات العربية المتحدة، وربما الكويت ايضا الى معسكرها بحسب مراقبين، يعتقدون ان النظام السوري قد يخرج الكاسب الاكبر من هذا الانقلاب في خريطة التحالفات الاقليمية والدولية ، فالامر المؤكد ان التدخل الروسي بدأ يعطي نتائج ملموسة في هذا السياق، اقليميا او على صعيد رسم خريطة جديدة للتحالفات في المنطقة.