تركيا / نبأ – على توقيت التطور الإقليمي الخالط للأوراق والمعيد توزيع خارطة المعادلات والتوازنات في المنطقة، بعد تدشين المقاتلات الروسية مرحلة دخول موسكو المباشر إلى الحرب في سورية، تكتسب زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أنقرة بعداً إستثنائياً في إعادة تجميع القوى المناهضة للنظام السوري وحلفائه، بغية استيعاب الصدمة والتنسيق بشأن الرد على المبادرة الميدانية للروس.
زيارة سورية بامتياز حملت مع الجبير إلى تركيا تعقيدات الملف الشائك، تحت وطأة ما يراه الطرفان ضرورة التشاور بشأن التطورات على الساحة السورية. أولى دلالات الزيارة تستنتج من الشكل عطفاً على الإتصالات الروسية السعودية في الأيام الماضية، إتصالات لم ترشح عنها من التوافقات ما يمكن الركون إليه. إستقبال الأتراك لوزير الخارجية السعودي ينذر بتعاطي سلبي مشترك مع ملف الدعم الروسي المستجد لدمشق.
من مؤيدات هذا المنحى مواقف المؤتمر الصحفي المشترك بين الجبير واوغلو، عقب اجتماع الأول مدة ساعة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
مواقف أتت موحدة وواضحة لجهة ما تضمنته من رسائل أرادت الرياض وأنقرة أن تبعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الحرص على تأكيد الإتفاق على دعم المعارضة السورية مثل أجلى الردود التركية السعودية على العمليات العسكرية الروسية في سورية. تلا ذلك التشديد على رفض وجود الرئيس السوري بشار الأسد ضمن أي حل سياسي مقترح للأزمة، على لسان الجبير.
أما وزير خارجية اردوغان فوجه انتقادات لاذعة للتدخل الروسي في سوريا، معتبراً أن موسكو ترتكب خطأً كبيراً، وأن ما تفعله لن يؤدي إلا إلى تأخر خروج سورية مما تعانيه من فوضى.
تؤكد الرياض إذاً من خلال هذه المواقف أنها ماضية بالتعاون مع الأتراك في دعم وتسليح الجماعات المسلحة الإرهابية في سورية. دعم سيكون تطوره على طريقة إرسال صواريخ التاو محط انتظار المتابعين في الأيام المقبلة، ومحل تشكيكهم بقدرة النظام السعودي على تحمل تبعات اللعبة التي تضعه على خط المواجهة المباشرة مع روسيا.