السعودية / نبأ – أيام مرت على اعتداء الحسينية الحيدرية بسيهات ولم يحرك أحد من النظام السعودي ساكناً. لم يسارع كبار المسؤولين إلى زيارة المنطقة واصطناع التباكي وصف الكلام المعسول حتى.
أكثر من ذلك لا بيان صدر عن الملك أو واحد من وليي عهده، لا خبر يصل أهالي سيهات والقطيف وعموم المنطقة الشرقية من رأس النظام في المملكة.
إلا أن الإنصاف يقتضي ذكر موقف المفتي العام للمملكة في أعقاب الحادثة الأليمة مباشرة. موقف لم ينس فيه عبدالعزيز آل الشيخ رمي من يحيي عاشوراء بالحزن والمآتم محبة لرسول الله وذوي قرباه، بالبدعة ومخالفة السنة النبوية الشريفة.
تتم السلطة الدينية لنظام المملكة توفير الغطاء الشرعي لداعش وأخواتها من تنظيمات الإجرام التكفيري، متماهية مع السلطة السياسية اللامكترثة واللامبالية حد التواطئ غير المباشر وفق ما يصف البعض. إلا أن ذلك لم يمنع من إعادة التذكير من قبل الشخصيات بضرورة العودة إلى مشروع نظام اللحمة الوطنية، كما فعل عضو مجلس الشورى المعين محمد الخنيزي. الخنيزي أكد على ضرورة تجريم ومعاقبة كل من يحرض على القتل والتكفير وكراهية الآخر المختلف معه، حفاظاً على الوحدة الوطنية وإبعاداً للوطن عن الفتن المذهبية والمناطقية والقبلية.
هذه الدعوة مع أحقانيتها إلا أن بعض المراقبين رأى فيها عملاً غير جدوائي، أثبت النظام السعودي إصراره على تجاهله وعمل على تمييع كل الدعوات السابقة لإقرار مشروع نظام الحماية قبل مدة، مؤكداً على إمعانه في تحصين حلفائه من أصحاب الفكر التكفيري، ومرسخاً النظرة الدونية والتمييزية لشرائح من شعبه، وإن كان الأمر على حساب شخصيات حليفة له من هذه الشرائح، كان يفترض أن يقيم لها وزناً.