أخبار عاجلة

عريضة احتجاج في المغرب تلغي زيارة العريفي الممنوع من دخول أوروبا

السعودية / نبأ – قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران إنه وراء إلغاء زيارة الشيخ السعودي محمد العريفي إلى المغرب.

وقال بنكيران، في حلقة من برنامج "مع الحدث" الذي تبثه قناة "دويتشه فيله" التلفزيونية الألمانية، إنه اتصل شخصيًا برئيس حركة "التوحيد والإصلاح"، التنظيم الدعوي المُوازي لحزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه بنكيران، وطلب منه عدم حضور محمد العريفي الذي كان يعتزم إلقاء محاضرة في ندوة في الرباط.

وأضاف بنكيران، في فيديو دعائي للحلقة المنتظر بثها قريبًا، أنه لم يكن يعرف العريفي وأن الحزب "ليس هو من دعاه، كما ليست حركة "التوحيد والإصلاح" هي من دعته، بل فقط فرع لها في الرباط، وذلك باعتباره "شخصًا معتدلًا"، قبل أن يستدرك بنكيران بالقول "ربما كانت لديه (العريفي) أفكار، ربما تراجع عنها، وربما لم يتراجع".

وكان من المنتظر أن يحضر العريفي إلى المغرب لإلقاء محاضرة تحت عنوان "دور القرآن في بناء الإنسان" نهاية شهر "أكتوبر 2015 م"، غير أن الكثير من المغاربة وقعوا عريضة احتجاجية ضد حضوره بسبب "تطرّفه وتشجيعه للإرهاب"، ممّا دفع العريفي إلى إعلان إلغاء زيارته.

ممنوع من دخول أوروبا

وأصدرت السلطات السويسرية في مايو/أيار 2013 قراراً ملزماً بمنع الداعية العريفي من دخول سويسرا وجميع دول الاتحاد الأوروبي الـ24، لافتاً إلى أن قرار الحظر يمتد خمسة أعوام، حسب صحيفة الحياة السعودية. 

وبدأ  قرار الحظر الأول ضد دخول العريفي نهاية ديسمبر الماضي 2012 كان مدة ستة أشهر، من شأن قرار سويسرا أن يحرم العريفي من دخول 26 دولة أوروبية تتكون منها مجموعة اتفاق «شينغن»، الذي يسمح للحاصلين على التأشيرة بالتنقل بين تلك الدول من دون قيود، وأهم تلك الدول: هولندا واليونان والنمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والسويد والنروج وسويسرا وإسبانيا.

وحظرت بريطانيا دخول الداعية الوهابي محمد العريفي إلى اراضيها ضمن جهودها لردع تجنيد الشبان للقتال في سوريا، وقال متحدث باسم وزارة الداخلية أنّ "الحكومة لا تعتذر عن رفض دخول أناس الى المملكة المتحدة اذا اعتقدنا انهم يمثلون تهديدا لمجتمعنا".

اطردوا العريفي

وكان العريفي قد توجه في يوليو/تموز هذا العام إلى المملكة الأردنية، لحضور أمسية رمضانية احتشد، فيها بحسب صحف سعودية رسمية، أكثر من 20 ألف شخص، لكنّ موقف معاكس من الزيارة بدا جلياً في الصحف الأردنية وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أٌعيد نشاط هاشتاغ (وسم) كان ناشطون قد أطلقوه في العام الماضي في حملة عبر "تويتر" و"فيسبوك" بعنوان "اطردوا العريفي من الأردن"، خلال زيارة سابقة له.

وتساءل نشطاء: "ألسنا كدولةٍ أردنية منخرطة في الحرب على الإرهاب والمحرضين عليه"، أَمْ أننا في نفاقٍ سياسيٍّ مبين؟، أينَ عقلُ الدولة؟ ما الجدوى من دعوة رجلٍ حريصٍ على نشر الجهل، والدعوة إليه"، وحذر الشعب الأردني من تحريض الداعية الوهابي وسخروا من ادعاءاته.

أحد رموز الفتنة الطائفية في مواكب تشييع شهداء القديح والعنود

يشار إلى أن العريفي رُفع اسمه وصورته في مواكب تشييع شهداء القديح والعنود في السعودية باعتباره أحد رموز الفتنة الطائفية، والمحرّضين على الكراهية المذهبية، وتاريخه مليء بما يُدينه ويُثبت دوره التحريضي.

ويظهر العريفي على المنابر السعودية وعلى قناته الخاصة في يوتيوب، كما يمارس تحريضه من خلال أشهر القنوات الطائفيّة التي استضافت وجوه التكفير، كقناة "وصال"، وهو من الدعاة المتطرفين الذين يستخدمون تعبير "الرافضة" في خطبهم ضد أبناء مذهب الشيعة _الأقلية المسلمة_ في المملكة.

آلة النظام

وللعريفي دوراً كبيراً في تجييش الشباب السعودي والعربي وتحريضهم على القتال في سوريا إلى جانب العناصر التكفيرية المسلحة إبّان ما تسمى الثورة السورية ضد النظام السوري منذ أكثر من 4 سنوات، ولا يزال يمارس دوره أمام أعين السلطات رغم ادّعائها بمواجهة الإرهاب، ما بؤكّد أن العلاقة الديناميكية بين الدولة السعودية والإسلاميين السعوديين أصبحت عنصرًا حاسمًا في تشكيل السياسة الخارجية السعودية منذ العام الفين واحد عشر.

وكانت السلطات السعودية قد سجنت الداعية المثير للجدل، قرابة الثلاثة أشهر ليس لتحريضه على قتل الرافضة أو اثارته للنعرات الطائفية، وانما بسبب إنتقاده لقطار مشاعر الحج، ما يشير إلى أنّ الإستخبارات السعودية ترى التحريض الذي يمارسه أمثال العريفي على تويتر فكيف بالمنابر والمساجد واليوتيوب. وهي تغض الطرف عن ما يؤذي الوحدة الوطنية والإسلامية، وتتحرك فقط ضد من يتعرض للنظام.

وتستخدم السلطات السعودية هؤلاء المحرضين للتجييش السياسي والطائفي، وتجلّى مؤخراً في دعمه العدوان السعودي على اليمن طائفياً، واعتبار أنّها الحرب التي "ستطهر اليمن من المجوس والروافض"، وأيضاً عمد النظام الأسلوب نفسه حول التدخل الروسي لمحاربة الإرهاب في سوريا، حيث اعتبر أنّ "اجتماع النصارى والنصيرية والفرس يُثبت أنهم يخشون من قوة الإسلام، ووحدة المسلمين واجتماعهم فيريدون كبته وحربه".