السعودية / نبأ – هو بحر من الإضطرابات يحاصر النظام في المملكة، ويزيد أمواجه تلاطماً، سياسات الحكم الجديد، الذي ولي العرش بعد عبدالله بن عبدالعزيز.
يجمع النظام السعودي لمعاركه المفتوحة على غير جبهة، ما تيسر من حلفاء وعتاد وأسلحة ومرتزقة إن تطلب الأمر. وفق هذه القاعدة يتسابق الحلفاء الخليجيون في اقتفاء أثر أمراء الرياض وجدة، الذين يرى بعضهم في بقاء هؤلاء بقاء لملكهم وإمارتهم بالتبعية، هذا ما يقوله مشهد زيارة رئيس وزراء البحرين أحد صقور التشدد في الخليج إلى السعودية.
موقف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، المستميت في الدفاع عن نظام الرياض، يؤكد الموقع الذي لا تحسد عليه السعودية، وإن كانت هي من أقمحت نفسها فيه. حيث يعتبر أنور قرقاش أن ثمة حملة مسعورة على السعودية بحسب تعبيره، زاعماً أن هذه الحملة تتجاوز أبعاد ما اعتبره الموقف الشجاع للمملكة في اليمن، موجهاً إتهاماته إلى إيران والاخوان كما المعتاد، وداعياً إلى تشكيل ما سماها “إستراتيجية مضادة”.
ليس مقنعاً للنظام السعودي الذي يتبع سياسة الشرنقة من خلال تصعيده في المنطقة كما في الداخل، ما نبههم إليه حليفهم الأكبر باراك أوباما حين اعتبر أن الخطر الحقيقي هو من الداخل، لا من المبالغات المحكية عن مخاطر خارجية.
تلحق الرياض بمغامراتها وسياساتها التي تستنزف مقدراتها بل ربما وجود نظامها برمته حتى، بعضاً من حلفائها في المنطقة، بجانب المسابقة المسعورة إلى شراء السلاح لا لهدف دفاعي، ستكون إحدى حلقاتها زيارة مقررة لولي العهد محمد بن نايف إلى العاصمة الفرنسية باريس في السادس من نوفمبر المقبل، إذا لم يدفع الإستنزاف الهائل في حربي اليمن وسورية المملكة نحو مراجعة استراتيجيتها، على ضوء المتغيرات الإقليمية.